يقول
السيد الشريف الحسني قدس الله سره :
مما لاريب فيه أنه هناك تناسب تحققي ما بين القرآن العظيم وبين الحضرة المحمدية ، فإن كل كتاب خاص بنبيه الذي أنزل عليه ، من كل الجهات تعلقا وتحققا .
وعليه إنه لما كانت الحضرة المحمدية ذاتية المشرب ، لابد وأن يكون كتابها ذاتي المحتد ، ولهذا كانت النبوة الأمية أم لكل الرسالات ، وكان القرآن جامع لكل الكتب ، وله من اسمه إشارة دقيقة إن قلنا أنه أخذ من القرء وهو الجمع ، وضده الفرقان من الفرق ، فالكتب السماوية فرقان من القرآن العظيم .. ولهذا سماه زبرا وإنه لفي زبر الأولين ، والزبر هي القطع أي قطعا من الكتاب الجامع ...
ويقول الشيخ الحسني قدس الله سره :
القرآن هو كلام الله الأزلي باعتبار التنزل ، وهو تجلي الذات الإلهية على الحقيقة المحمدية بالتعرف ، يوم لايوم .
ولكل نبي فتحه التعريفي الخاص به على قدر مقامه ، وكلهم صفاتيون عليهم السلام ، وأما الحضرة المحمدية ففتحها ذاتي أمّيّ ، ولا ند له في هذا .
قال صاحب الابريز :
وسمعته رضي الله عنه يقول في حديث ( مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلِيْهِ الْبَشَرُ، وَمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ إِلَّا وَحْيًا يُتْلَى )
إن معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت من جنس ذواتهم وما يتعلق بها. فمنها ما يوهب لهم بعد الكبر، ومنها ما يتربى مع ذواتهم في حال صغرهم إلى أن تظهر عليهم حال الكبر، ومعجزة نبينا صلى الله عليه وسلم كانت من الحق سبحانه ومن نوره ومشاهدته ومكالمته، وذلك لقوته صلى الله عليه وسلم ذاتا وعقلا ونفسا وروحا وسرا، حتى إنه لو أعطيت مشاهدته صلى الله عليه وسلم لجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يطيقوها، فلذلك قال: «مَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ إِلَّا وَحْيًا يُتْلَى»، يعني أن معجزته ليست من جنس معجزاتهم، ولو كانت معجزاتهم بلغت من الفخامة وضخامة القدر بحيث إنه يؤمن عليها وبسببها جميع البشر، ومعجزاته صلى الله عليه وسلم فوق ذلك كله لأنها من الحق سبحانه لا منه. ثم ضرب رضي الله عنه مثلا بملك كلما تزايد له ولد أرسله إلى موضع يربى فيه، ويرسل مع كل واحد حاجة نفيسة مثل ياقوتة ليعلم بها ويعرف أنه ولد الملك، إلى أن تزايد له ولد فتركه عنده، وجعل هو يربيه بنفسه، ويتولى جميع أموره. فلا يكيف ما يحصل لهذا الولد من كمال المعرفة، وكمال سريان سر أبيه فيه، ولا يقاس ما حصل في إخوته من سر الملك بما حصل فيه أبدا.
ويقول سيدي ابن عربي رضي الله عنه في الفتوحات :
" فكان القرآن خلقه فمن أراد أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم يدركه من أمته فلينظر إلى القرآن فلا فرق بين النظر إليه وبين النظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأن القرآن أنشأ صورة جسدية يقال لها سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والقرآن كلام الله وهو صفته فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صفة الحق تعالى بجملته... فيكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما فقد من الدار الدنيا لأنه صورة القرآن العظيم "انتهى
وقال رضي الله عنه :
"..والقرآن من الكتب والصحف المنزلة بمنزلة الإنسان من العالم فإنه مجموع الكتب والإنسان مجموع العالم فهما أخوان وأعني بذلك الإنسان الكامل وليس ذلك إلا من أنزل عليه القرآن من جميع جهاته ونسبه " انتهى " لهذا كان رسول صلى اللّه عليه وسلم يعجل القرآن قبل أن يقضي إليه وحيه . فإنّ عندنا من طريق الكشف إن الفرقان حصل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً مجملاً غير مفصل الآيات والسور ولهذا كان عليه السلام يعجل به حين كان ينزل عليه به جبريل عليه السلام بالفرقان فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك فتلقيه مجملاً فلا يفهم عنك من قبل أن يقضي إليك وحيه فرقاناً مفصلاً وقل رب زدني علماً " .
قال صاحب الابريز :
وسمعته رضي الله عنه مرة أخرى يقول:
إنما مثل الأسرار والأنوار التي في القرآن، والمقامات التى انطوى عليها، والأحوال التي اشتمل عليها، كمثل من فصل كسوة وجعل فيها قلنسوة وقميصا وعمامة وجميع ما يلبس، وطرحها عنده، فإذا نظرت إلى الكسوة، ثم نظرت إلى جميع المخلوقات، علمت أنه لا يطيق لباسها وتحملها إلا ذات النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لقوة خص الله بها الذات الشريفة.
وقال رضي الله عنه:
ففي القرآن العزيز من الأنوار القدسية والمعارف الربانية والأسرار الأزلية شيء لا يطاق، بحيث إن سيدنا موسى صاحب التوراة، وسيدنا عيسى صاحب الإنجيل، وسيدنا داود صاحب الزبور لو عاشوا حتى أدركوا القرآن وسمعوه، لم يسعهم إلا اتباع القرآن والإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله، والإهتداء به في أفعاله، ولكانوا أول من استجاب له، وآمن به، وقاتل بالسيف أمامه .
مما لاريب فيه أنه هناك تناسب تحققي ما بين القرآن العظيم وبين الحضرة المحمدية ، فإن كل كتاب خاص بنبيه الذي أنزل عليه ، من كل الجهات تعلقا وتحققا .
وعليه إنه لما كانت الحضرة المحمدية ذاتية المشرب ، لابد وأن يكون كتابها ذاتي المحتد ، ولهذا كانت النبوة الأمية أم لكل الرسالات ، وكان القرآن جامع لكل الكتب ، وله من اسمه إشارة دقيقة إن قلنا أنه أخذ من القرء وهو الجمع ، وضده الفرقان من الفرق ، فالكتب السماوية فرقان من القرآن العظيم .. ولهذا سماه زبرا وإنه لفي زبر الأولين ، والزبر هي القطع أي قطعا من الكتاب الجامع ...
ويقول الشيخ الحسني قدس الله سره :
القرآن هو كلام الله الأزلي باعتبار التنزل ، وهو تجلي الذات الإلهية على الحقيقة المحمدية بالتعرف ، يوم لايوم .
ولكل نبي فتحه التعريفي الخاص به على قدر مقامه ، وكلهم صفاتيون عليهم السلام ، وأما الحضرة المحمدية ففتحها ذاتي أمّيّ ، ولا ند له في هذا .
قال صاحب الابريز :
وسمعته رضي الله عنه يقول في حديث ( مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلِيْهِ الْبَشَرُ، وَمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ إِلَّا وَحْيًا يُتْلَى )
إن معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت من جنس ذواتهم وما يتعلق بها. فمنها ما يوهب لهم بعد الكبر، ومنها ما يتربى مع ذواتهم في حال صغرهم إلى أن تظهر عليهم حال الكبر، ومعجزة نبينا صلى الله عليه وسلم كانت من الحق سبحانه ومن نوره ومشاهدته ومكالمته، وذلك لقوته صلى الله عليه وسلم ذاتا وعقلا ونفسا وروحا وسرا، حتى إنه لو أعطيت مشاهدته صلى الله عليه وسلم لجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يطيقوها، فلذلك قال: «مَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ إِلَّا وَحْيًا يُتْلَى»، يعني أن معجزته ليست من جنس معجزاتهم، ولو كانت معجزاتهم بلغت من الفخامة وضخامة القدر بحيث إنه يؤمن عليها وبسببها جميع البشر، ومعجزاته صلى الله عليه وسلم فوق ذلك كله لأنها من الحق سبحانه لا منه. ثم ضرب رضي الله عنه مثلا بملك كلما تزايد له ولد أرسله إلى موضع يربى فيه، ويرسل مع كل واحد حاجة نفيسة مثل ياقوتة ليعلم بها ويعرف أنه ولد الملك، إلى أن تزايد له ولد فتركه عنده، وجعل هو يربيه بنفسه، ويتولى جميع أموره. فلا يكيف ما يحصل لهذا الولد من كمال المعرفة، وكمال سريان سر أبيه فيه، ولا يقاس ما حصل في إخوته من سر الملك بما حصل فيه أبدا.
ويقول سيدي ابن عربي رضي الله عنه في الفتوحات :
" فكان القرآن خلقه فمن أراد أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن لم يدركه من أمته فلينظر إلى القرآن فلا فرق بين النظر إليه وبين النظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأن القرآن أنشأ صورة جسدية يقال لها سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم والقرآن كلام الله وهو صفته فكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صفة الحق تعالى بجملته... فيكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما فقد من الدار الدنيا لأنه صورة القرآن العظيم "انتهى
وقال رضي الله عنه :
"..والقرآن من الكتب والصحف المنزلة بمنزلة الإنسان من العالم فإنه مجموع الكتب والإنسان مجموع العالم فهما أخوان وأعني بذلك الإنسان الكامل وليس ذلك إلا من أنزل عليه القرآن من جميع جهاته ونسبه " انتهى " لهذا كان رسول صلى اللّه عليه وسلم يعجل القرآن قبل أن يقضي إليه وحيه . فإنّ عندنا من طريق الكشف إن الفرقان حصل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً مجملاً غير مفصل الآيات والسور ولهذا كان عليه السلام يعجل به حين كان ينزل عليه به جبريل عليه السلام بالفرقان فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك فتلقيه مجملاً فلا يفهم عنك من قبل أن يقضي إليك وحيه فرقاناً مفصلاً وقل رب زدني علماً " .
قال صاحب الابريز :
وسمعته رضي الله عنه مرة أخرى يقول:
إنما مثل الأسرار والأنوار التي في القرآن، والمقامات التى انطوى عليها، والأحوال التي اشتمل عليها، كمثل من فصل كسوة وجعل فيها قلنسوة وقميصا وعمامة وجميع ما يلبس، وطرحها عنده، فإذا نظرت إلى الكسوة، ثم نظرت إلى جميع المخلوقات، علمت أنه لا يطيق لباسها وتحملها إلا ذات النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لقوة خص الله بها الذات الشريفة.
وقال رضي الله عنه:
ففي القرآن العزيز من الأنوار القدسية والمعارف الربانية والأسرار الأزلية شيء لا يطاق، بحيث إن سيدنا موسى صاحب التوراة، وسيدنا عيسى صاحب الإنجيل، وسيدنا داود صاحب الزبور لو عاشوا حتى أدركوا القرآن وسمعوه، لم يسعهم إلا اتباع القرآن والإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله، والإهتداء به في أفعاله، ولكانوا أول من استجاب له، وآمن به، وقاتل بالسيف أمامه .