المثل الأعلى



للسيد محمد وفا الشاذلي الحسيني قدس الله سره

علـيــــك صـــريـحُ الحقِّ بالحـقِّ يَنــزلُ * وعنك صحـيــــحُ القـولِ يُروى ويُنـــزلُ
وكــلُّ دلـــيــلٍ غـــيــرِ هـــديــِـك حــائـرٌ * وكــلّ مُحـــقٍ غيــــــرِ حقِّــك مُبطـِـلُ
وكــلّ وجــــودٍ غـيـرِ جـــودِك زائِــــلٌ *وكــــلُّ منيـــــرٍ غيــــــرِ نـــورِك يَأفُـلُ
جمـــــالٌ أجــــلّ العـزّ ســــرّ كـمالِـــــه *فـــــأيُّ كمــــــالٍ منــــه لا يَـتــــكمَـــــلُ
جــــلالُ جـمــالٍ مــن كـمـالِـكَ يَنْـجَلِي *وخـــــاصيَّــةُ التَّخْصِيصِ لــــيس تُـعلَّــلُ
فحــــدُّك حــــدٌّ جــامـعُ الـفـضــلِ مــانــــعٌ *وفــــارَقْــــت حتـــى لا تُحـــــدُّ فتُفصَــلُ
فأنــــت رســـــولُ اللهِ أعظــــمُ كـــائـــنٍ *وأنــــت لكــــلِّ الخلقِ بالــحقِّ مُرسَـــــلُ
جـمَعـتَ شَتاتَ الفَضْلِ مِن كلِّ فـاضلٍ * ونِلْــــتَ منــــالاً لا يُنــــــالُ فـيُـؤمَـــــلُ
عليــك مدارُ الـخـلـقِ إذْ أنت قُـطـبُــهُــمْ * وأنــــت مَنــــارُ الحـقِ تَـعْلُــوا وتَعـــــدِلُ
فــــأنت لغيــــبِ اللهِ عيـــــنُ بَصِـيـــــرةٍ * فمنــــــك ومنـــــه مُحـكـَـــمٌ ومُــــؤَوَلُ
سميــــــعٌ بَصيــــرٌ أنت فيــــه وباطــنٌ * بـــــه ظــــــاهرٌ فيــــــه وآخــــر أَوَلُ
فعبــــدٌ ســـــرى باللَّيــــلِ نَـجْـوى لِرَبّـِـهِ * فأنْــــزلَهُ سِـــــرًّا لــــه فيــــــه يَــــنزِلُ
فهـــــذا بـقـــــاءٌ فــي فنــــــاءٍ مُـؤبــــدٌ * وهـــــذا فنـــــاءٌ فــي بقــــــاءٍ مُـــؤَزَّلُ
فأفـنــــاهُ فــــي الباقــي عُـروجٌ مُؤَصَـلٌ * وأبقــــاهُ فــي الفانـي نُـــــزولٌ مُحَصَّــلٌ
فأنــــت حَـبـيـــــبُ الله سـيِّـــــدُ خـلقـِـــهِ * بجــــاهِـــــك حقّـــــا للإجــــابةِ يُــــســـأَلُ
فــــؤادُك بيـــــتُ اللهِ دارُ مُقــــامِــــــهِ * وبــــابٌ عليــــه منـــه للحــقِّ يُــدخَـــــلُ
ينــــابيـــــعُ علـــمِ اللهِ مـنــــه تَفَـجَّـــــرتْ * ففي كــــلِّ حــــيٍّ منـــــه للهِ مَـنهَـــــلُ
مَنَحْــــتَ بفيـــضِ الفضلِ كـــلَّ مُفضَّــلٍ * فكــــلٌّ لــــه فضــــلٌ بـــــه منـك يـَفضُـلُ
نظمْــــتَ نِثـــــارَ الأنبيـــــاءِ فــتَــــاجُهُــمْ * لَدَيـــــكَ بـأنـــواع الكمــــــالِ مُــكَـلَّــلُ
عَقَلْـــــتَ عقــــــولَ الأوليــــاءِ فَـعِــقدُهُـم * عـــنِ الشَّكِّ والإشْكـالِ فـيــــك مُحَـــلَّلُ
ســــراجٌ منيــرٌ أنـــت في كــلِّ كامـــلٍ *فكُلُّـك فــــي كـــلِّ الكمــــالِ مُـكـمَّـــــلُ
فأنــــت أبـو الأرواحِ فــي كــلِّ بـاطــنٍ * سَلِيــــمٌ بمــــا تُعطــي الحقائــــقُ تَـنـسِــــلُ
سلِيلُـــك فـــي أمِّ الـكـتــــابِ مُـحـقَّــــقٌ *ونجلُــــك فــي الرّحمـنِ حَـــقٌ مُـبَــجَّـــلُ
لَــــك المثَـــلُ الأعــلـــــى فــــأنتَ مُنَــزَهٌ *حكــــيمٌ علـــــيمٌ أنـــــت بـاللهِ تَفْعــــــلُ
فلـــوحُـــك مَحـفُـوظٌ وخُـلـقُــــك كـاتــبٌ *وأنــــت على الإنسان بالحــــقِّ تَحْـمِـــلُ
كـــــمَالُكَ فــي السّبــــعِ المثانــي مـــنـزّلٌ * و باسمِـك عيــنُ الجمـــعِ فيه يـُـــبَـسـمِــلُ
تَـجَـلّـى جـلالُ اللهِ إذْ جِـئْـــتَ بـالـهُدى *فبــــالوَسَطِ المُختـــارِ تَــــقْضِــي فــــتَشْمُل
فيــــا مَـــــدّةَ الإمــــداد نقطــــــةَ خــطِّــهِ * ويا ذُروةَ الإطـــــلاق إذ يَــــتَسَـــلْسَــلُ
ويـا سـُـورةَ الرّحمــنِ في كـلِّ صُــورةٍ * بفُـــرقـــانِ إجمـــالِ الجَمــــال مُـــــفَصَـلُ
تَـجَـلَّـــيــتَ جــــلَّ اللهُ فــي وجـــــهِ آدمٍ * فَصلّــى لــــه الأمـلاكُ حين تَوصَّـــــلُــوا
مُحـمَّــــدٌ المحمـــــودُ أنـــــــت وليُّـنـــــا * بحَبلِـــــك قَـطْعًـا حَبْـــــلُ ربِّك يُوصَـلُ
مَقـــامُــــك مَحمــــودٌ لــــدَيــــكَ مُفصَّــــلٌ *ولـكـنّــــه فـي عَيــــنِ جمــــــعِكَ مُجْمَلُ
شَهِـــــدْنـاكَ غَيْبـــًا فــي حُضُورِ شُهودِنا * وما غابَ شـيءٌ عنك في العينِ يَحْصُلُ
وحـقِــــك مـــالـــي عــن سبـيلِــك معدِلٌ *لقــــد ضـــلّ هـديٌ عـن سـبـيلِك يَعـدل
فـفـيـــك فـنـاءُ الـنَّـفـــسِ أنفَس مَطلَــبٍ *ومـــــا كان صعبــا فـــي غرامِك يَسهُــل
نَــهــاني نُــهـاني فيـك عن إفــكِ عاذلٍ * غَــــــدا فِيــك عُـدْوانــًا لِمثلــيَ يَـعْــــذِلُ
لــــه نَـــظــــرٌ بالظـــــنِّ عــــمَّ عَمَـــــاؤُهُ * يقــــــولُ ولـكــن قــولُ مَـــن يَتَقَـــوَّلُ
مُـــحـــالٌ يَحُـــولُ القـلـبُ عـنــكَ وإنَّـني * أَحُـــول وحالــــي فـيــــك لا يَتحَــــوَلُ
لَحَــــا اللهُ رُوحــــًا عـــن حُــضورِك غائِبـًا * ولا كـــانَ طرفٌ عـــن شُهُودِك يَذهَـــلُ
مِـثــالُك فـي قلــــبـي وسَــــمْعِي وناظِـري * بـغيــــرِ مثــــالٍ فــي الــــورى يَــتـمَثَّــــلُ
مَلَكْتُ فُؤادًا مِــن سِوى الحبِّ خـالِـــيّـــا * وطــــرْفــاً خِـــلافَ الحُســنِ لا يَتَـخيَّـلُ
تحمَّــــلَ قـــــومٌ لِلغَـــــــرامِ تَـــــكلُّـــــفـًــا *ومَــــن حُبُّـــــهُ لِلــــذّات لا يـَتَحَـــمَّــــلُ
تجمَّــــلَ أهـــــلُ الـحــــبِّ فِـيــــهِ وإنّـنـي * وحَـقِــــك لا أسْــــلُــــوا ولَا أَتَـــجَـــمَّــــلُ
يَمَـــلُّ الهـــوى صَبٌ يـَمـيـــلُ وكـلُّ مَن * تَمَلّـــى بِبَلْــــوى الحُــــبِّ لا يَـتـمَـــلْـمَـلُ
أسُــــلُّ سُيــــوفَ العــــزمِ مُقْتَحِمـــًا بهــا * حُــــــروبَ الهــوى صِدْقـــًا ولا أَتَسَلَّــــلُ
إلــيـــــك رســولَ اللهِ أقـبلْــــتُ تــــائِبــــًا * بجـــــاهِـــك أرْجُـــو أنَّ تَــوبيَ يُـقْـبَــلُ
أتـــى لــــك يا ذا الطَّــول عبـدٌ مُقصِّـــرٌ * عَسَــــــاك على تَقْصِيــــرِه تـَتَــطَــــوَّلُ
حبيبــــي شَفِيعـــي أنــــت للهِ شـافــعـي * بمقـــــدارِك السّـــــامي لــــهُ أتَــــوَسَّــــلُ
عليــــك صـــلاةُ اللهِ منــــه تَواصلَـــــتْ * صَـــــلاةُ اتِّــــصـــالٍ عنـــك لا تَتَنَصَّلُ
عليــــك سلامُ الله مــــا ضَـــــلَّ مُـــدبِرٌ * وأقبلَ تَـــوفِيقًا عــــــلى الله مُـــــقبِلُ