للغوث
سيدي عبد العزيز الدباغ الحسني قدس الله سره
قال رضي الله عنه: واعلم أن الأنوار المكونات كلها من عرش وفرش
وسموات وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها، إذا جمعت كلها وجدت بعضا من نور
النبي صلى الله عليه وسلم، وأن مجموع نوره صلى الله عليه وسلم لو وضع على العرش لذاب،
ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع
عليها ذلك النور العظيم لتهافتت وتساقطت. وإذا كان هذا شأن نوره صلى الله عليه
وسلم فكيف يقول من يقول إنه يملأ الكون؟ فأين تكون ذاته إذا بلغت المدينة المشرفة
وقربت من القبر الشريف؟ أم كيف تكون إذا تصاعدت نحو البرزخ وقربت من الموضع الذي
فيه النور العظيم القائم بالروح الشريفة؟ أفتكون ذاته حاملة له والمخلوقات بجملتها
عاجزة عنه؟ أم يتخطى ذلك الموضع فلم يملأ الكون، والفرض أن الموضع المذكور آخذ من
القبر الشريف إلى قبة البرزخ تحت العرش. ولعله أراد بالكون ما بين السماء والأرض
ما عدا موضع البرزخ الذي فيه النور المعظم. اهـ ( من الابريز)