للإمام عبد الكريم الجيلي قدس الله سرّه
قلبٌ أطاعَ الوجدَ فـيه جنانُه *** وعصى العواذلَ سـرُّه ولسانُهُ
عَقَدَ العَقِيقَ مـن العيونِ لأنّه *** فَقَدَ العَقِيقَ ومن هـمُ أعيانُهُ
أَلِفَ السُّهادَ وما سَها فكأنّما *** نَظَمَ السُّهى في هـُدبه إنسانُهُ
فـحنينُه رعـدٌ ونارٌ زفـيرُه *** بَرْقٌ ومُزنُ المُنـحَنَى أجفانُهُ
فكأنّ بَـحرَ الدمعِ يَقذِفُ دُرَّه *** حتّى نفذن وقد بَدا مُرجانُهُ
ويزيدُه شَـجْوا حـنينُ مطيّةٍ *** رَفَلَتْ بِها نَحو الحمى ركبانُهُ
يا سائقَ العِيسِ المعمَّمِ في السُّرى *** قِفْ لِلَّذي تَحدُوكُمُ أشجانُهُ
وأسأَلْ سَلَمْتَ أحِبَّتي بتلطّفِ الـــمسكينِ عندهمْ وهمْ سّلطانُه
واستَنْجِدِ العُربَ الكرامَ تعطُّفا *** لِمضيِّعٍ في هـجرِهمْ أزمانُه
لا يوحشنّك عـزُّهم وعلوُّهم *** تـلك الديارُ لوَفْدِها أوطانُه
كَلاّ ولا تَنْسَ الحديثَ فحبُّهم *** قَصَصُ الصّبابةِ لم يَـزَلْ قرآنُه
ما آيسوا المقطوعَ من إيصالهم *** بل آنـسُوه بأنّـهم خِلاّنه
عجبا لذاك الحيّ كيف يهمُّه *** قَحْطُ السـنين وأحمدٌ نَيسانُه!!
أو كيف يَظمأُ وَفْدُهُمْ ولديهِمُ *** بَحرٌ يَـموجُ بِـدُرِّه طَفْحانُه
شمسٌ على قطبِ الكمالِ مُضيئةٌ *** بدرٌ على فُلكِ العُلى سَـيَرانُه
أَوْجُ التعاظمِ مركزُ الـعزِّ الذي *** لِرَحى العُلا من حولِه دَوَرانُه
مَلِكٌ وفوق الحضرةِ العليا على الـــعرشِ المكـينِ مثبَّتٌ إمكانُه
ليس الوجودُ بأسرهِ إنْ حققوا *** إلاّ حُبابـا طـفحته دِنانـه
الكلّ فـيه ومـنه كان وعنده *** تفنى الدهور ولم تزل أزمانـه
فالخلق تحت سَما علاه كخردل *** والأمر يـبرمه هناك لسانـه
والكون أجْمعه لديـه كخاتم *** في إصبع منه أجل أكوانـه
والملك والملكـوت في تـياره *** كالقطر بل من فوق ذاك مكانه
وتطيعه الأملاك من فوق السما *** واللوح ينفذ ما قضاه بنانـه
شهدت بمكنت ه الكيان وخير بي *** نة يـكون الشاهدين كيانـه
هو نقطة التحقيـق وهو مُحيطه *** هو مركز التشريع وهو مكانه
عُقد اللوا بالمصطفى وثنائـه *** فالـدهر دهر والأوان أوانه
وله الوساطة وهي عـين وسيلة *** هي للفتى يُـجلى بِها رحمانه
ولـه المقام وذاك المحمـود ما *** لَم يدر من شأن تعالى شأنه
ميكال طست موجة من بَحره *** وكذاك روح أمـينه وأمانه
وبقيّة الأمـلاك مـن مائـيّة *** كالثلج يعقده الصـبا وحرانه
والعرش والكرسيّ ثمّ المـنتهى *** مَـجلاه ثمّ مَـحلّه ومكانه
وطوى السموات العلا بعروجه *** طيّ السجلّ كمدلج ركبانه
أنبا عن الماضي وعن مستقبل *** كشف القناع وكم أضا برهانه
الله حـسبي ما لأحمد منتهى *** وبمدحه قـد جائنا فرقانه
حاشاه لم تدرك لأحمد غايـة *** إذ كلّ غايات النهى بدّآنه
صلى عليه الله مهما زمـزمت *** كلم على مـعنى يريح بيانه
والآل والأصحاب والأنساب والـــأقطاب قوم في العلا أركانه