(علة الخلق )



يقول الشيخ الكتاني قدس الله سره: في "الرقائق الغزْلية "
اعلم أولا أن الحق تعالى ما أبرز هذه الأثرات الكيانية من حيث هي، أعني بحسب التبع، إلا لمعرفة مزاياه صلى اللـه عليه وسلم ومفاخره وخصيصاته ...فصرف الأعمار والقوى في التهتك في ما لـه صلى اللـه عليه وسلم وذكر شئونه ونعوته وكمالاته غير كاف ، أعني بحسب الإجمال، وإلا فتفصيلُ ما لـه صلى اللـه عليه وسلم من المقتضيات على سبيل الكنه لا سبيل لإدراك ما ذكر ..
ويقول الشيخ أبو العباس التجاني قدس الله سره::
«
ما خلق الله لنفسه إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والباقي من الوجود كله مخلوق لأجله معلل بوجوده . لولا أنه خلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما خلق شيئاً من العوالم ، فبان لك أن الوجود كله مخلوق لأجله » .
ويقول الشيخ الكتاني قدس الله سره: في "الرقائق الغزْلية "
فالمراد من الموجودات النوع الإنساني، والمراد من النوع الإنساني الأنبياء والرسل-عليهم السلام- والمراد منهم وجود الحقيقة المحمدية، فكانوا لها بمنزلة المقدمات والفذلكات، والمراد من الكتب السماوية القرآن الحكيم، والمراد من الأمم هذه الأمة المحمدية ﴿لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ , والمراد من هذه الأمة آل البيت النبوي الأطهر-عليهم السلام.
فصار كأن القصد الحقيقي منِ العالم ليس إلا الحقيقة الأحمدية وما والاها .