( نفس الرحمن )




الشيخ الأحسن البعقيلي الحسني قدس الله سرّه:
ولتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، عاش ثلاثاً وستين سنة ، فلم تمرّ له لحظة واحدة في جميع عمره وهو غافل، بل هو قطب قائم بأمر الله وهو في بطن أمه، إرهاصاً له.
وعدد الأنفاس لكل إنسان: أربعة وعشرون ألف نفس. نصفها صاعدة للهوى، ونصفها داخل للبدن. ثم لتعلم أن أنفاس العارف لا تضيع. فهو صلى الله عليه وسلم سيد العارفين. فأنفاسه مطلقاً عابدة لله وحامدة لله تعالى على أكمل وجه. ثم إن ما من نفس من أنفاسه إلا ووقع سره على جميع ذرات الوجود من تقدم ومن تأخر إلى ما لا نهاية لنعيم الآخرة. فتجسد جسم نفسه مع كل زمان وكل مكان وكل جوهر وكل عرض، لأنه روح الموجودات بأسرها.
والنفس الثاني كذلك، متجسد مع كل ذرة الوجود. فصدق عليه أنه عبد الله في كل نفس مع ذرات الوجود وبذرات الوجود. فذرات الوجود كذلك عبدت الله بألسنة أنفاسه صلى الله عليه وسلم. وهو سرّ الصلاة عليه بألسنة العوالم، فهو الممدّ بأنفاسه كلَ ذرة فعبدت الله. فنفس واحد منه له من الصور بعدد ذرات الوجود، والنفس الثاني كذلك، وسر على العدد حتى تعدّ أنفاس عمره من يوم ولادته إلى موته. فإنك تقف على ما يحير الأذهان من الصور النفسية النبوية. فببركة أنفاسه قامت العبادة لله بالله من يوم أنشأ الله الحقيقة الأحمدية إلى الأبد، وهو الذي روعي وجهه في زمن الأصنام. فما من دقيقة إلا وفيها كل نفس من أنفاسه ساجدة لله تعالى.
وإذا تنفس عارف في إقليم أسعد أهله. وقد تنفس في الأكوان كلها وهو روحها فكيف لا يحيط الكون على السعادة وكيف لا تسعد الجواهر والأعراض. وإنما خلى من سعادة أنفاسه المبغضون له ولآل بيته، الجاحدون لنبوته، وهو روحهم، لما سبق به القلم والقسم الإلهي.
ثم إن كل نفس من أنفاسه خلق الله منه صوراً عظاماً من الملائكة يعبدون الله ولا يعصونه، وكل ذلك يكتب له صلى الله عليه وسلم في صحيفته كما يكتب عدد صور الكائنات وثواب أعمالهم فإنه السبب في وجودهم وسعادتهم وبقائهم، فكل من عبد الله من سائر أجناس الخلائق يفاض عليه صلى الله عليه وسلم، ومن بركة أنفاسه طابت أنفسنا وأيامنا ولله الحمد، وهو الطيب، طاب الوجود به من النشأة إلى الأبد الذي لا نهاية له.
ثم إن لكل كلمة ولكل حرف عبد الله بها صورًا متعددة باقية ساجدة عابدة حامدة لله تعالى. وكذلك كل فعل منه له صور متعددة عاكفة على عبادة ربها ما دامت السماوات والأرض.

وكذلك خواطره، له سبعون ألف خاطر بين الليل والنهار، كلها ربانية حامدة عاكفة على عبادة ربها إلى الخلود الأبدي، فلكل خاطر صور متعددة يعلمها منشئها سبحانه، وهي كلها قائمة بأتم العبادة، وعبادة ذرات تراكيبه صلى الله عليه وسلم من الأشعار والمفاصل والعروق فرداً فرداً، وكذا كل ما تقدم من لوازمه. كل ذلك بالاسم الأعظم المكنون. ولكل صورة ما يعلمه الله من الألسنة والأصوات. فكل ذلك يذكر الله بالاسم الجامع المانع، فثواب ذلك كله في صحيفته. وقد علمتَ استمرار ما تقدم إلى الخلود الأبدي. وقد علمتَ أنه لو جمعت أهل الأرضين من جميع ما فيه روح ما وصلوا عشر ملائكة السماء الأولى، ما وصلوا عشر ملائكة الثانية، وهكذا إلى السابعة. فلو جمعت ملائكة السماوات والأرضون ما وصلت عشر ملائكة الكرسي، والكرسي وما في جوفه ما وصلت عشر رِجل واحدة من قوائم العرش، فكل ذلك سرت فيه روحانيته صلى الله عليه وسلم. ويعبد معها الله، فملك الله مشتمل على عجائب قدرته تعالى، فلا يحصى، ولذلك قال {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} ومعلومات الله غير متناهية في علم الحادث، ولذلك قال تعالى لسيد العلماء والعارفين {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} إرشاد من الله لخلقه بعدم إحاطة أحد بذرات الوجود وبحكمها وبما يراد منها أزلاً وأبداً. فليكتف العارف بالوارد مما بيّنه صاحب الوحي الذي لا يطرقه محو ولا خلل.

( الحقيقة المحمدية ) عند الشريف الحسني " قدس الله سرّه "


( الحقيقة المحمّدية  ): هي عُبابِ العجائِبِ والغرائِبِ ، الزّاخِرِ بالكـنُوزِ الأوّليّةِ ، بلا حُدودِ السّواحلِ الأُخْرَويّةِ ، فما مِن سِرِّ إلّا وهي سُرّتُهُ ، وما مِن غَيبٍ إلّا وهي قَلْبُهُ ، وكيف لا وقدِ انْطوت على العماءِ ، بِمَا فِيهِ مِن مَهامِهٍ وكهُوفٍ ، فكانَ لها خِمارًا مَجْنُونًا ، يَصُونُه عَن تَطَفُّلِ القوافِلِ ، بل وعنْ طوارِقِ البَوارِقِ ، بل وعن مَدارِجِ المعارِجِ ؛ اللّهم إلّا مَن تَمَرّغَ بالأعتابِ ، فانْصَبَغَ بِقُدسِ غُبارِها » .
 ( الحقيقة المحمّدية  ): هي عَينِ المعايَنَةِ الأنانِيّةِ ، المُتوقِّدةِ مِن زَيْتُونةِ الكـنهِ الأقْدَسِ ، مُنذُ اللّحظةِ الأُولى ، يَومَ الأحَدِ ، مِن الدّهرِ الأَزَليِّ ، عندَ الحجْرَةِ الأمِيَّةِ ، وهِيَ شاخِصةٌ شَطْرَ المُحيَّا الذّاتيِّ ولا تَزالُ ، تَلْحَظُ وتَتَبَصَّرُ ، مِن عَينٍ إلى عَينٍ أخْلَى » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي كُنهِ الغَيْهُوبَة المُعَمَّاةِ ، المُـكنَّزَةُ بحُجُبِ سُبُحاتِ الهُوَّ ، من حيثُ لا حيثُ لأنا الذّاتِ ، فهيهاتَ وألفُ هيهاتٍ ، وآهٍ بلا نهايَةَ للتَّأَوُهاتِ ...  فَتِلكَ الرُّسُلُ لم ولن ، تُلْقِيَ عَصى التِسيارِ ، وهِيَ عَينُ الأنوارِ ، فكيفَ بالأغيارِ . فقل سُبحانَ الهُوَّ بمَجلاها   » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي سَمِيرُ الهُوَّ بالأَنا إذِ ادَّنى ، وهُو بالحَرَمِ الأقْصى ، غَرْبَ جَيبِ أصْدافِ المَواهِي النَّواهِي  ، حيثُ السَّحَرُ يَتَعَسْعَسُ ، والعَماءُ يَتَطَمَّسُ ، والكُنهُ يَتَدَمَّسُ ، وَلاتَ حِينَ وُجُودٍ  ولا حِينَ شُهودٍ ، ظَلَّ ولازالَ بالآزالِ ، أحَدًا بِلا مِيمٍ ، ونُقطَةٍ بِلا فَتْقٍ ، وذاتًا بِلا نُعُوتٍ ، ورَقْمًا بِلا تِعْدادٍ ، يَعْتَصِمُ بالعَينِ عنِ التَّعْيِّيْنِ  ، كذلكَ هُوَ الهُوَّ» .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي أُقْنُومُ الكَمالِ و بُؤْبُؤ الجلال والإكرامِ ، مَن لازالَتْ هامَةُ هِمَّتِها تَتَعالى وتَتَفَوَّقُ وبالقُرآنِ تَتَحَقَّقُ ، حتّى أَصْبَحَت عَيْنًا وأَنًا ، وباتَت هَوِيَّةً وماهِيَّةً ، وظَلَّت يَتِيمة أُمِّيّة ، وأضحَت بابًا وحِجابًا ، وصارت بَطْنًا وظَهْرًا ، ودامَت وَجْهًا للذّاتِ وَجِيهًا ، فما بَرِحَت الآزالَ : تَجُوبُ وتَصُوبُ ، وما انْفَكَّت عنْ مَحارِمِ القُدسِ : تَغُورُ وتَغِيبُ ، وما فَتِئَت حولَ المحامِي : تَصُولُ وتَجُولُ وتطُولُ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي المخـــــتارة مِن صَمِيمِ المَشِيئَةِ الكَنْزِيّةِ ، طِبْـــــقًا لِمُرادِ سُلطانِ الذّاتِ ، تَعَشُّقًا مِنها لِعَينِها . لِيَنْجَلي مُحَيّاها لَها عَيانا ، فهو الحبيبُ والمَحبُوبُ ، والحامِدُ والمَحْمُودُ ، قل هُو اللهُ أحَدُ ، يا أحمــــدُ ، فما المِيمُ إلّا حُجرةُ جَمعِ الإتّحادِ بالعَمَاءِ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي هَمزةُ وَصْلِ الآبادِ بالآزالِ ، على متْنِ الرّقائِقِ السّيّارةِ بحقائقِ الأعيانِ ، حالَما تَتّحدَ الفُروعُ بالأصولِ ، وتَندَمِجَ الظّهورُ في البُطونِ ، وتَتَوحّدَ الأعدادُ بالآحادِ ، فيؤوبُ الكنزُ إلى عَيْنِيّةِ الهاءِ ، قرآنا وآزالًا ، كما كان ولازالَ ، يَغُوصُ في أصدافِ الحقِّ ، كما هُو » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي بالهُوَ أنَا ، حيثُمَا كان وسَيكونُ ، ذاتًا ونُعوتًا ، هُويَّةً وأنِيَّةً ، عَيْنًا ومِثالًا ، عُـلُوًّا ونُزُولًا ، بُطُونًا وظُهُورًا ، سِرًّا ونُورًا ، خُلُوًّا وجُلُوًّا ، آزالاً وأُبُودًا ، قرآنًا وفُرقانًا ، لَاهُوتًا وناسُوتًا ، حَقِيقةً ورُوحًا ، قَلْبًا ولُبابًا ، نَفْسًا وجَسَدًا ولِسانًا ، عمَامةً ونِعالاً » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي خَبِيرة أقْطارِ المَواهِي الكنْهانِيَّةِ ، ودَلِيلُ فُجُوجِها ، ومَطارُ عُرُوجِها . فلاجرم أنّها شَمسُ هِدايَةِ رَفارِفِ الهِمَمِ والعَزائِمِ ، في مَدارِجِ الغُرُوبِ . ومُنَاخِ العَينِ وبَرْزَخِ البَينِ ، لِلبُّطُونِ والظُّهُورِ ، والقِدَمِ والحُدُوثِ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي جذّابةُ الهممِ الرّوحانـيّةِ ، إلى آفاقِ الوّصالِ ، حيثُ أنَّ الغايةَ إلى كنهها ، عندَها سِدرةُ المنتهى ، إذْ يَغْشى السّدرةَ ما يَغشى ، سُبُحاتٌ رُفوفٌ ، وأمْلاكٌ وُقُوفٌ ، وعَزائِمٌ تَطُوفُ ، ومِن دُونِها الفَناءُ ، ومِن فَوقِها العَدَمُ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي بابُ اللهِ الواسِعِ ، الجامِع لأطْوارِ الحضائِرِ قاطِبةً ، فالمبتدى مِنها والمنتهى إليها ، فلا دُخولَ إلّا مِن أعتابِها ، ولا وُصُولَ إلّا إلى نّعالِها ، لدُنهَ المسجدِ الأقصى ، دُونَ القَدَمِ الحرامِ ، حيثُ الرُّسُلُ غِلمانٌ ، والملائِكُ وِلْدانٌ ، والعُروشُ فُروشٌ ، هنالكَ يُكشَفُ عنْ ساقٍ ، فَتَتَصَدَّعُ السَّرائِرُ مِنَ الصُّدُورِ ، وعِندَها تَتَحَقّقُ العِلّةُ الغائِـيّةُ ،  أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ ، وأنَّ سَيِّدَنا محمّدًا رَسُولُ اللهِ  صلّى اللهُ عليهِ وآله وصحبه وسلّم » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي ذاتُ الحمدِ ، المنسُوجَةُ مِن الكمالِ السّبوحيِّ ، على صِبغَةِ الأنا بِلا مِثالٍ ، حتّى إذا ما تَجلَّتْ جَلَّتْ ، تَبَرْقَعَتْ بِخِمارِ الجمالِ ، وسُتِرَ الكنزُ بالحُسنِ صِيانَةً لِلوُجُودِ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي نامُوسُ الدّهَرُوتِ ، المكنُوزة في صُدُوفِ الحُروفِ ، كُـمُونَ المعاني في الألفاظِ ، تتوارى  عن جَواسِيسِ الغُيوبِ ، لَطافَةً وتَجريدًا ، وإنّ الأسرارَ لَتَطْلُبُها أشدَّ مِن الأنوارِ ، ويكأنّها طَلْقَةُ العَهَمُوتِ المَحْجُورِ ، والكلُّ عن إدراكِها تائهُونَ ، الأفُقُ كالسُّفْلِ ، والعَزْمُ كالبَلَهِ ، وهُنَا كهُناكَ ، فُسبحانَ مَن خَلّاها مِن حُيثُما جَلّاها » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي حبيبُ الذّاتِ مُنذُ القِدَمِ ، تبِيتُ بِخَلَواتِ الآزالِ ، مَكنُوزة في بُطنانِ العَماءِ ، هذا وأعراسُ الكفاحِ قائِمةٌ على ساقٍ ، حيثُمَا الأسمارُ تَتَرَتَّلُ بالأسْحارِ ، وَلاتَ دَهرَ انْفجارٍ ، فَهنالكَ جَرى ماجَرى ، والإمكانُ في غَمْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي مَعِينُ إفاضاتِ العُيُونِ ، الواسِعة لكلِّ ما تَسْتَورِدُهُ القوابِلُ من بُطونِ الفواعِلِ ، سِعَةً مَحتديَّةً ذاتِيّةً ، ولَن تنْفَكَ عنِ العالَمينَ ، واسِطةً قـيُّومَةً على الوُجودِ بالمُدودِ ، ولو زالت فالعَدَمُ ، وهذا مِن بَعدِها مُحالٌ » .
( الحقيقة المحمّدية  ):: هي جمالُ هذا الوُجودِ البَديعِ ، المصبُوغة على قداسَةِ تلك الطّلعةِ السُبحانِيّةِ ، الّتي ألْقَتْها في يَمِّ عَيْنِها ، لِتتَزَيَّنَ بِديباجَةِ شُؤونِها ،ثمّ أجْلَتْها لِلعالَمينَ ، مِثالًا جَذّابًا ، وحُسْنًا خَلاّبًا » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي كهف القرآنِ ، الّذي غارَ في أفُقِ العَمُوتِ ، منذُ الأسحارِ الأُولى ، حيثُ لازالَ الفَجْرُ يَسْتَرِقُ الأنباءَ ، والضّحى يَتَربّصُ بالبوارِقِ ، ولكن هيهاتَ هيهاتَ ، حرمٌ آمنٌ ويُتَخطّفُ النّاسُ مِن حولِهِ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي ألف تاحيدِ الذّاتِ بالنُّعوتِ ، قَبْلَمَا تَنَزّلتْ باءُ توحيدِ الأسماءِ بالأفعالِ ، ولازالَت مُنذُ الآزالِ إلى الآبادِ ، عينَ وِحْدَةِ الجمعِ  ، بمالها مِن صُمُودٍ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي جُمعةُ مَناظِرِ الصُّمُودِ ، عَينًا وتَعْيِينًا ؛ وكيفَ لا وهي النُّورُ المبينُ ، الشّارِقُ مِن مِشكاةِ الذّاتِ ، بإشعاعـاتِ الوِحدَةِ الأنـيَّةِ ، هُدًى لِلعالَمينَ ، مِن بَينِ الإثنَينِ ، إلى عَـينِ الأحَدِ ، على صِراطٍ مُستَقِـيمٍ  » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي عينُ الكلِّ جَمعًا وإجْمالًا ، بلْ فَرْقًا وتَفْصِيلًا ، فما خَلَتْ ذَرَّةٌ مِن عمادِ قَيُّومِيَتِها ، بل ما خَلَتْ لَمْعَةٌ مِن وَقُودِ صَمْدانِيَتِها ، بل ما خَلَتْ سُرّةٌ مِن صِبغَةِ أحَدِيَتِها ؛ لكونِها مَحتدَ التّعيناتِ الواحدِيةِ ، المنسَلِخَة مِن البُطنانِ الأمِّيِّ ، المحيطة بأفلاكِ المشيئةِ الكلّيّةِ ، الجامعة لِمَا كانَ وما يكونُ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي المثل الأعْلَى ، الّذي إذا ما خلت كانت إطلاقا ، وإذا ما جلت كانت عـينا ، وإذا ما تَعالت كانت حجابا ، وإذا ما ادّلَت كانت عرشا ، وإذا ما تعيّنت كانت قرآنا ، وإذا ما تجَرَّدْتَ كان الهوَ ، وإذا ما تعرَّفْتَ كان الأنَا ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي وَكيلة الحقِّ  القائمِ على الوُجودِ ، لِتسُوسَ الخلائِقَ بِسُلطَةِ الأمُورِ ، وتربّي الطبائِعَ بِنُورِ التّعرِيفِ ، وتمِدَّ الرّقائِقَ بِقوامِ البَقاءِ ، فلا بُدَّ للبرايا من قيُّومِيَّـتِها الرّحمانيّةِ ، والكلُّ إلى عَوْلِها فُقراءُ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي طَلقة التَّعْيِيْنِ ، ومادَّة التّكويْنِ ، وصِبغَة التّلْوِينِ ، مَنِ ارْتَشَحَتِ البدائِعُ مِن نُورِها المكنونِ ، لِتُصْنَعَ على أُنْمُوذَجِها الحقّانيِّ ، فَتَزَمَّلَت بكساءِ العنايَةِ ، وتدَثّرَت برِداءِ الرَّحموتِ ؛ كذلِكَ لأجلِ الحبيبِ  » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي يدُ القُدرةِ العُظمى ، وقَدَمِ حولِها وقُوّتِها ، المُتَأَزِّرة بِسُبحاتِ العِزِّ ، والمُتَدَرِّعة بِصياصِي الجلالِ ، والمُتَعَصِّبة بِرِداءِ الكِـبرياءِ ، فالوَيلُ لِسلاطِينِ الآفاقِ ، مِن جَـبروتِ شِسْعِها » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي طَلْقة تَفْصِيلِ الجمُلِ الأزلِيّةِ ، المُستَمِدة مِن نُقطةِ العَينِ ، حتّى تَفِيضَ بالحقائِقِ الأُولى ، فما حَوَتِ الألواحُ ولا رَوَتِ الأقلامُ ، إلّا قَطْرةٌ مِن عُبابِ نُونِها المحيطِ ، فكيفَ إذاما ماجَت بُطونُ حقيقتِها ، فمالَها إلّا سرائِرُ الكُثبانِ» .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي المثَل الأعلى للشُّؤونِ ، في الشّهاداتِ والغُيوبِ ، فهي بالكلِّ للكلِّ حيثُما كانت وستكونُ ، مُمثّلة الحقِّ بالتّحقيقِ ، العينُ بالعينِ ، والوَصفُ بالوَصفِ ، والأفعالُ بالأفعالِ ، فكفى بالأنا دَليلًا على الهُوَّ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي أمّ كتابِ الحروفِ العاليّاتِ ، والكلماتِ التّاماتِ ، المحيطة بالشّؤونِ السَّوابِقِ واللّواحِقِ ، فلا نِهايةَ لِظواهِرِ رقائِقها ، ولا غايةَ لبَواطنِ حقائقِها ، كما لا تزالُ آياتُ حمدِها تُتلى » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي لَوْحُ الإرتساماتِ الوُجوديّة ، الممكنِ مِنها والوُجُوبِ ، فظاهرِها صُوّرٌ لآثارِ الإبداعاتِ الرّبّانيّةِ ، المفصّلةِ بِريشةِ الآبادِ ؛ وبطائِنُها إنطباعٌ لِحقائق الشُّؤونِ الأحديّةِ ، المجُمَلةِ بِدَواةِ الآزالِ ؛ ومِن بينِهِما بَرزَخٌ لا يَبغيّانِ ، حاجِزُ النّعوتِ المُشرِقِ مِن يُوحِ الرُّوحِ السُّبُّوحِ ، بالعدلِ والإحسانِ ، ليّلاّ يَصْدِمَ الوُجوبُ بالإمكـانِ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي النسخةُ الإطلاقيّة ، المنزهَةُ عن التَّقيِّيدِ والتَّحديدِ ، والتَّوصِيفِ والتَّكيِّيفِ ، فلا مَظْهَرَ ولا مَعْلَمَ لها ، إلّا لَمّا تَنَزَّلَ بها » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي الآيةُ الكنهيّة الكبرى ، الظّاهرة في الحضرةِ الرَّوحانِيَّةِ بالطَّمْسِ ، والبّاطِنة في المَظاهِرِ الجِسمانِيَّةِ باللَّبْسِ ، مَن غابَت عنْ مَدارِكِ الأعيانِ ، فَـــضْلًا عن ذَوِي الدَّليلِ والبُرهانِ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي فاتِحة أقْفالِ الكَنزِيَّةِ الأَزَلِيَّةِ ، والقائِمة على خَزائِنِ أسرارِها إلى الأبديَّةِ ، مَن تاهَتِ البَرايا في مَهامِهِ بِداياتِها الجسديّة ، فناهِيها عن نِهاياتِهِ الأحديّة ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي عِلَّةُ الخَلْقِ ، المُعَرِّفة بالحَقِّ ، وَوَصْلَةِ الحَضْرتَينِ ، النّافية لِلْبَينِ، وبَرْزَخِ البَّحرَينِ ، لِيَّلَا يَلْتَقِيّا ، فَيَبْغِيّا ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي صُلْبِ هاءِ الهاهُوتِ المَضْنُونةِ ، المصُونَةِ في مَكنُونِ نُقطةِ التَّجريدِ ، بِبَطنِ نُونِ الطَيِّ ، الـمُتَخَلّاةِ في مُحِيطِ قامُوسِ البَهَمُوتِ ، والمتَجَلّاةِ في نَزْلَةِ دَورِ مِيمِ النُّشُورِ .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي تَوراةِ قُرآنِ الكُنهِ ، في كِتابٍ مَرقُومٍ ، قبلَ فَجْرِ زُبُرِ الفُرقانِ ، في رِقٍ مَنشُورٍ ، ما فَرَّطْنا في الكِتابِ مِن شَيءٍ ، وكلَّ شيءٍ أحصيناهُ في إمامٍ مُبينٍ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي وِتْرِ لَيالي القَدرِ ، قبلَ طُلُوعِ الفَجْرِ ، في جُمْعَةِ السَّبعِ الـمَّثاني ، المُؤَذِّنَةِ بإسْلامِ الإسْراءِ الفُرقاني ، مِن بعدِ غفْرانِ الكَهْفِ القُرآني .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي شُعاعُ جَمالِ القُدُّوسِ ، المُشْرِق على ذَرّاتِ الوُجُودِ غَيبًا ، مِن وراءِ حِجابِ الأسْماءِ ، وقِناعِ الأفعالِ .... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي نُقطَةُ قُرءِ الغُيُوبِ ، الـمُتَخلّاةِ في طَيِّ تَجريدِ الجُيوبِ ، إذِ العماءُ يَغُورُ غَوراً ، وهِيَ في أَوْجِ أفلاكِ الهاهُوتِ ، تَمُورُ مَورًا ، تَتَرقى فَتَتَّحِدَ فَتَتَحَقَقَ بالكُنهِ طَورًا فَطَورًا ، وبَطْنًا فَبَطْنًا ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي مُنتهَى بَوارِقِ العزائِمِ الكثِيبِيَّةِ ، مِن بعدِ ما تَتَّحِدَ دوائِرُ المِيمِ بالهاءِ ، ويَنطَوِي بِساطُ نُقطَةِ الباءِ ، فيالِلحَيرَةِ والتِّيهِ ، ويالِلْوَلَهِ والهُيّامِ ،  فاللهَ اللهَ اللهَ عليه ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي رَقيمُ ماهِيةِ الهُويّةِ ، المكنُوزة في أصدافِ بِحارِ النّاهُوتِ ، مَصُونة بِكُمونِ قرآنِ الهُوَّ ، كما هوَ ،  وما أدراك ما هُوَ .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي قلبُ الوُجُودِ الرّاعِي لِلمُدُودِ ، القائِمة على كلِّ ذرّةٍ بما كَسَبَتْ ، فلولاها ما سَبَحَتْ نَواةٌ في فَلَكُوتِها ولا سَبَّحَتْ ، ولا غَرْوَ فالمُبْتَدى مِن مِدادِها الوَحْدانِي ، والمَدَى إلى مَحْتِدِها الصَمْدانِي  » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي رُوحُ سعادَةِ الحَيوانِ ، المتَجلاةِ بِنفائِسِ الجمَالِ ، وفَرادِيسِ الوِّصالِ ، فَلَيسَ النَّعيمُ والأنسُ إلّا مانَفَحَتْ بِهِ ألطافها ، إذا ما تَدلّت فَتَجلّت على الإمكانِ ، رَحْمَةً وإحسانًا ، دُنيًا وجِنانًا وكُثبانًا ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي أَمُّ المُدودِ ، القائِمة بالجُـودِ على الوُجُودِ  ، مَن لَا تَعْزُبُ عَن سُلْطانِ إحْسانِهِ ذَرَّةٌ ، في المُلْكِ ولَا المَلَكُوتِ ولَا الجَبَرُوتِ ، مَدَداً مُسَرْمَدًا » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي الطَّلقَةُ الوِتريَّةُ المُجَرَّدةُ عن الأسبابِ والأنسابِ ، رِتْقَة صَمَدِيّة ، لا شَرقِـيًّة ولا غَربِيّة ، تُشرِقُ بإيّاةِ المحيَّا اليُّوحِيِّ تَتَجَلّى ، وتَغْرُبُ في عَينِ القُرآنِ السُّبُّوحِيِّ تَتَخلّى .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي عين الذّات العمائيّةِ الجرداءِ ، المزمَّلَةُ بالشِّعارِ الرّوحانِيّ النَّورانِيِّ ، والمُدَّثِرةُ بالسِّتارِ الجِسمانِيِّ الإنسانِيِّ ، لِتسْتَوي على رقائِقِ العالمينَ تَنَزُّلًا ، وإلّا لَانْعدَمَ الكيانُ .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي إنسان عَينِ نَظَرِ الذّاتِ إلى عَينِها ، مَن غَدت لِلعَينِ كالمِرآةِ ، تَنْجَلِي بِها إشعاعاتُ مَخائِلِ الشُّؤُونِ الكُنهِيَّةِ ، مِن طُمُوسِ غُيُوبِ العَماءِ ، ومَتاهاتِ جُيُوبِ الإطلاقِ.. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي واجهَةِ المناظِرِ الأنانيَّةِ ،  على الأرائكِ الكُثبانِيّةِ ، لَدُنْهَ الوَسيلةِ العُظمى ، حيثُما تَتَكحّلُ النّواظِرُ بجلالِ سُبُحاتِها ، حالَها تُشْرِقُ الشّمسُ مِن مَغْرِبِها ، وعندَها تَقُوم السّاعَـةُ ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي بنت التّخلّي الأزليّ ، حيثُ الأقدامُ الذاتِيَّةُ تتألَّقُ فَتَتَحقّقُ فَتَتَرتّقُ بِلا مُنتَهى ، تَسْبَحُ فِي سُبُحاتِ الهاهوتِ ، تَأنُّـنا وتَجَنُّنًا بالكنُوزِ ، هِمّةً أحدِيّةً ، ونَهْمَةً أحْمَدِيّةً ؛ إنّي أبِيتُ عندَ ربّي يُطعِمُني ويَسقِيني .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي كعبَة صُمُودِ البُرُوجِ النُّعُوتِيَّةِ ، باللّاهُوتِ الحرامِ ، حيثُ أَذَّنَت في آفاقِ الجَبَروتِ بالإتّحادِ ، حتَّى تَقُومَ الصّلاةُ بجامِعِ الكَنزِ العَتِيقِ ، ولقدْ كَبّر الإمامُ المبينُ بالإحْرامِ ، أبَدًا بِلا سَلامٍ ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي مَصدَرُ وارِداتِ الوَحى والإلْهامِ ، ورَفْرَفُ عُرُوجِ العزائِمِ والإراداتِ ، وقِبلَةُ مَشاهِدِ الإحسانِ والكُثبانِ ؛ ومِن قبلُ هي : أساسُ الإسْلامِ  ، ولُبابَةُ الإيمانِ ؛ بَل عِلَّةُ الدّينِ ، وغايَةُ الثَّـقَلَينِ ... » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي مَعنى وُجُوبِ الوُجُــودِ الحقّاني ، وَرُوحِ قِيّامِ الجسَدِ الإمكانِي ، ولا غرو من عَينِ الوُجودِ , والدَّهرِ الممْدُودِ ، الجامِعة لِتَعيُّناتِ الشُّؤُونِ والنُّعوتِ ، غِيّابًا وشُهُودًا .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي مِرآةِ نَزاهَةِ القُدْسِ الأعْلَى ، السُّبُّوحة مِن شُبُهاتِ التَّشْبِيهِ بالأغيارِ ، مَن تَخَلَّصَ لُبابُها عن الشّوائِبِ النَّورانِيّةِ , صَفاءً وعَماءً ، لِمَا عليهِ الخُلاصَةُ الحقيّةُ مِن تَجريدٍ وإطلاقٍ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي الإسمِ الأعظمِ الهُواني ، المُؤنِّنِ لِعينِ الذّاتِ ، قبلَ طُلُوعِ الشّمسِ ، وبعدَ غُروبها .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي آية إعجازِ مَدارِكِ الفُهُومِ والعُلُومِ ، حيثُ أنّ المُبتدَى مُنتَهى غاياتِ عُرُوجِ العَزائِمِ والهِمَمِ ، فَباتَ قَصَبُ تَسَابقِ بَوارِقِ الرّقائِقِ والحقائِقِ ، إلى عَرشِ شِسْعِها الأعلى .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي نُون الهُوِيّةِ وكُنْهها ، وماهِيَة الأَنِيَّةِ وَوَجْهها ، وهَوِيَّة النُّعُوتِ وهُوّها .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي قرآنُ الفُرقانِ ، المنقُوشة على قلْبِ النُّعوتِ ، مِن قبلِ تَبَصُّرِ الوَحُوتِ بالغُيُوبِ ، ومِن بَعدِ تَأَوُّجِ المعارِجِ في المدارجِ ، حيثُ لا مُنتهى ، ولوْ تَصَمَّدَتِ العزائمُ .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي وحيدةُ الجِنسِ لا لِمَلَكٍ ولا جِنٍّ ولا إِنسٍ ، ولا مِن سِرٍّ ولا نُورٍ ولا أثَرٍ، حقًّا لا بِجَسَدٍ ولا رُوحٍ ، ولا ..لا ..لا..، كُنهٌ يَغِيبُ مَعناهُ ، عنِ اللَّطائِفِ والمعارِفِ ، فأنى بِها  .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي سُبحَة الكـنزِ الذّاتيِّ ، مَن أَشْرقَتْ بها عَينُ الأنِـيَّةِ بعدَ عَمائِها ، فأصْبَحَ الوُجُودُ وزالَ العَدَمُ ، وما زالَ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي قُطْبُ رحَى الأكوانِ ، ومَركَزِ دَوَرَانِ تَـيّاراتِ الآوانِ ، وكَيفَ لا ، وهي سِرُّ الهُيُولى ، ونُورُ الهَباءِ ؛ فليسَ في الإمكانِ أبدَعَ مِمّا كانَ .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي ضَمِيرُ الغَيبِ ، المحجُوبِ في أسرارِ الذّاتِ ، ضِمنَ أستارِ النُّعُوتِ ، وأسوارِ الآثارِ ، وماهُنّ إلّا هُوَ ، وماهِيَ إلّا واحِدَةٌ  .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي الضِئْضِئ الأمِّيّ ، المُهَيمِن على رَقائِقِ الوُجودِ ، حِيطَةَ الرُّوحِ الأَقْدَسِ بالتَّجَلِّياتِ والمُدُودِ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي بَطنُ الهُيُولى الأُولَى ، أصْلًا وإجْمالًا ، فمادامَتْ دُهُورُ الظُّهُورِ ، أسْرارًا وأَنْوارًا وآثارًا ، إلّا بِها  » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي وِحدَةُ التَّصَوُّراتِ النَّورانِـيّةِ ، الجامِعةُ لِلتّكاثُرِ الأبَدِيِّ ، فَمِنها وإليها وبها ، نَتَّحِدُ فَنَتَوحَدُ فَنَتَأحدُ ، ولا غَرْوَ فهي صِبغَةُ قدسِ الأحَدِ  .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي كثيبُ الضِّيافَةِ اللَادُنِيّةِ ، يَومَ الزَّورِ الأَعْظَمِ ، والرِّضوانِ الأكبرِ ، وهي يَومئذٍ الوَسيلَةُ ، والبابُ ، والسّاقي ، بل وهي عَينُ الطّعامِ والشّرابِ  » .
 ( الحقيقة المحمّدية  ): هي كنهُ الكُنهِ المكنُوزِ بالعَماءِ ، وغرّةُ الوجهِ المَرمُوزِ بالأسماءِ ، فَمَنْذَا الّذي جَلّاها إذا خَلّاها ، فما للهُو إلّا هي ، أنا لَها أنا لها ... » .
 ( الحقيقة المحمّدية  ): هي نُقطَةُ قُرآنِ الحُروفِ الكُليّاتِ ، المُحيطةُ بقَوامِيسِ الكلماتِ التّاماتِ ، هَيْمَنةَ الذّاتِ على الصّفاتِ ، مادامَ تَناسُلُ الأفعالِ مِن الأسماءِ  » .
 ( الحقيقة المحمّدية  ): هي النّاطقُ باسمِ الذّاتِ بمقتضى الشُّؤونِ ، فإذا نَطَقَت أعْرَبَ الأَنا ، وإذا صمتَت أعْجَمَ الهُوَّ  » .
 ( الحقيقة المحمّدية  ): هي لباسُ الكُـنهِ الأقدَسِ ، المدَبَّجِ بِسُبُحاتِ الوُجُوبِ ، والمطرّزِ بأرقامِ القرآنِ ، لِتدُلَّ على الهُـو ، بِلسانِ الحالِ ، وضَمِيرِ المقامِ  » .
 ( الحقيقة المحمّدية  ): هي دَيْهُورُ الحُضُورِ خَلْفَ السُّتُورِ ، تَقُومُ بالشُّؤُونِ الأَزَلِيَّةِ إمامًا . فالكلُّ في فَلَكُوتِ إِطْلاقِها الأُمِّيِّ يَسْبَحُونَ » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي كنه كلّ المعاني الإمكانيّة ،  الجمالية منها والجلالية والكماليّة ، بمقتضى الأمّيّة الهويّة ، السيّارة في جميع المباني » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي طور أقدس أعمهي مجرد ، تقصر عنه المعارج وتتيه فيه المشاهد ، وتغرق دونه المعارف ، فإن قلت ذات فهو مجلاها ، وإن قلت صفات فهو مخلاها ، وإن قلت آثار فهو مولاها ، فقل فيه ما تشاء فأنت محق » .
 ( الحقيقة المحمّدية  ): هي علم الأعلام ، الدّال على الكنه دلالة الصّفات على الذّات ، وكيف لا ، والنور على محيّاها يلوح ، هاؤم اقرؤوا كماليه .. » .
( الحقيقة المحمّدية  ): هي أمر لا يتكيّف ولا يتصور ولايتوهم ولايدرك ، فكلّ ما خطر ببالك فالحقيقة المحمّديّة خلاف ذلك » .