الإنسان الكامل عند العارفين

فهذه بعض التلميحات الإلهامية من نفحات الحضرة القدسية ، بالإشارة إلى الحقيقة المحمدية ، في بعض تعيناتها اللاهوتية ، وليس الخبر كالمعاينة :

يقول الشيخ محمد بهاء الدين البيطار :
يقول : « الإنسان الكامل صلى الله عليه وسلم : هو الذات الجامعة لمرتبة الألوهية ، وشؤونها وأحكامها وأسمائها وصفاتها الحقية ، ومراتب تنـزلاتها الخلقية ، وأحوال تلك التنـزلات وأحكامها الصورية الكلية والجزئية »
ويقول : « الإنسان الكامل صلى الله عليه وسلم : هو أم الكتاب الجامع لعروش المعاني الذاتية ، فكذلك هو نسخة جامعة لمظاهر حقائقها الصورية»
الشيخ صدر الدين القونوي:
يقول : « الإنسان الكامل الحقيقي : هو البرزخ بين الوجوب والإمكان ، والمرآة الجامعة بين صفات القدم وأحكامه وبين صفات الحدثان ، وهو الواسطة بين الحق والخلق وبه وبمرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي سبب لقاء ما سوى الحق للعالم كله علواً وسفلاً ، ولولاه من حيث برزخيته التي لا تغاير الطرفين لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحداني لعدم المناسبة والارتباط »
الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري :
الإنسان الكامل : هو الإنسان الذي ظهرت فيه جميع مراتب الوجود الحق مع انبساطها »
الشيخ علي قرة باش
الإنسان الكامل : هو طلسم الأشياء الذي جمع الأسماء الإلهية ، وهو بالنسبة للعالم كالروح في البدن »
الشيخ عبد الغني النابلسي
الإنسان الكامل : هو الذي قابل شمس الأحدية واقتبس من نورها ، فلم تدخل عليه الظلمة والظاهر عليه الوجود الحق ، يكنى : بالبدر ، وبالبدر التمام »
ويقول : « الإنسان الكامل : هو العالم المحقق العامل ... ممتلئ من الحق تعالى تجلياً وظهوراً وإشراقاً ونوراً ، وهو يبادر شمس الأحدية بطلوعه في الظلمة الكونية كأنه يعجلها المغيب فيحجبها عن عيون المريب ، وهو مجلى الحق على التمام ، وهو باب العطايا والإنعام . »
ويقول « [ الإنسان الكامل ] : هو واحد في الذات والحقيقة كثير بالصور ، ولا يخلو عالم الدنيا منه في كل زمان إلى أن ينفخ في الصور ، إذ هو مرتبة من مراتب الوجود المطلق لو خلى عنه الوجود المطلق لنقص ، بل هو ثمرة شجرة الوجود وغيره أغصان وأوراق »
ويقول : « الإنسان الكامل : وهو حضرة الكون أي الوجود في الحقيقة وليس بعده حضرة أبداً إلا عالم العماء الذي هو أوله وآخره ، وهو جامع بين عالم الوجوب القديم لمضاهاته للحضرة الإلهية بباطنه وبين عالم الإمكان الحادث ، فمضاهاته للحضرة الكونية العلوية والسفلية وهو أي الإنسان الكامل آخر التنـزلات الأمرية الإلهية ، وهو جامع جميع الحضرات الأربع التي قبله ، حضرة الملك ، وحضرة الملكوت ، وحضرة الأرواح الكلية ، وحضرة الجبروت . »
ويقول الإنسان الكامل : هو حضرة الرسول الأعظم ، والمخلوق الأول قبل خلق كل عالم وعامل»
الشيخ علي البندنيجي :
ويقول : « الإنسان الكامل : هو مظهر حقيقة الحق المشتمل على جميع الأسماء والصفات والأحكام والآثار . وهو الروح المحمدية المستورة بهياكل الإنسانية التفصيلية »
الشيخ عبد القادر الجزائري :
يقول : « الإنسان الكامل : هو الكون الجامع للحقائق الإلهية والكونية ، فهو المثل الذي لا مثل له ، قال تعالى :]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(
الشيخ محمد بهاء الدين البيطار :
ويقول : « الإنسان الكامل : هو الجامع لجهتي الوجود والعدم ، والحدوث والقدم والسلب والإيجاب ، والحق والخلق ، والتنـزيه والتشبـيه ، والأول والآخر ، والظاهر والباطن ، والدنيا والآخرة ، فذاته جمع الجوامع ، وبرزخ البرازخ ، وحقيقة الحقائق »
ويقول : « فالإنسان الكامل : هو السبع المثاني والقرآن العظيم ، فهو ميزان الوجود ، وكفتاه كل اسمين متقابلين ، وهذا التقابل هو المعبر عنه بحيث لا حيث من حقيقة : ] يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ(وهو البرزخ المطلق المعبر عنه بجوامع الكلم ، فهو أم الكتاب المقسط بين حقائق الوجوب والسلب ، فينظر كل كفة بعينين لسر توجه اليدين فلا يخسر الميزان . فوجود الإنسان الكامل عدم ، وعدمه وجود ، وأوله آخره ، وآخره أول ، وظاهره باطن ، وباطنه ظاهر ، وحقه خلق ، وخلقه حق ، له القوة والضعف والقدرة والعجز والعلم والجهل والهدى والضلال والجمال والجلال وبذلك إلى ما لا نهاية له من الأسماء المتقابلة . تم له الكمال فاستوى وهو بالأفق على حقائق الجمال والجلال»
ويقول : الإنسان الكامل من حيث روحه رداء ، ومن حيث جسمه إزار ، فالرداء وجه ربوبيته ،والإزار وجه عبوديته ، إذ الرداء يستر الأعلى وهو حجاب ربوبية الحق ، والإزار يستر الأسفل وهو حجاب عبوديته . »

الشيخ محي الدين الطعمي
يقول : « الإنسان الكامل : هو الذي لا يغفل عن العوالم طرفة عين واحدة »
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
« الإنسان الكامل: هو الحد الجامع الفاصل بين الحق والعالم ، فهو يجمع من ناحية بين الصورتين ، يظهر بالأسماء الإلهية فيكون حقاً ، ويظهر بحقيقة الإمكان فيكون خلقاً ، وهو يفصل من ناحية أخرى بين وجهي الحقيقة فيمنع الخلق من عودة الاندراج في الغيب الذي ظهر منه ، إنه حد بين الظاهر والباطن ، يمنع الظاهر من اندراجه في البطون ... فهو علة وجود العالم والحافظ له ... »
وهو المشكاة التي يستمد من خلالها كل عارف معرفته ، وكل عالم علمه ، حتى الأنبياء ، فهو الممد للهمم ، وكما هو برزخ بين الحق والخلق في الوجود كذلك هو برزخ بينهما في العلم والمعرفة»
ويقول « الإنسان الكامل الظاهر بالصورة الإلهية لم يعطه الله هذا الكمال إلا ليكون بدلاً من الحق ، ولهذا سماه : خليفة وما بعده من أمثاله خلفاء له ، فالأول وحده هو خليفة الحق »
ويقول : خُلق الإنسان الكامل على الصورة ، قلنا ليُظْهِرْ عنه[ الله تعالى ] صدور الأفعال والمخلوقات كلها مع وجود عينه عنده انه عبد .. »
يقول : « هو [ الإنسان الكامل ] الكلمة الجامعة ، وأعطاه الله من القوة بحيث أنه ينظر في النظرة الواحدة إلى الحضرتين ، فيتلقى من الحق ، ويلقي إلى الخلق ... » .
ويقول: « الإنسان الكامل : هو عين الأعيان ... لأنه النقطة التي تحت الباء ومحل الفيض » .
ويقول : « في جوهر العماء صورة الإنسان الكامل الذي هو للحق بمنـزلة ظل الشخص من الشخص .. »
ويقول : الإنسان الكامل هو المختصر الشريف ، أوجد الله فيه جميع الأسماء الإلهية وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير المنفصل ، وجعله روحاً للعالم فسخر له العلو والسفل لكمال الصورة . »
ويقول : فالإنسان الكامل هو نسخة جامعة لجميع النسخ وهو المستخرج والمستنبط من الكل ، وهو الجامع بين الحقائق الإلهية والكونية ، فكما أن ذات الحق سبحانه وتعالى كتاب جُمليٌّ وأم جامع لجميع الكتب قبل تفصيلها ، وعلمه تعالى بنفسه كتاب مبين تفصيلي مفصل مبين فيه لما كان في الذات مضمراً ، كذلك الإنسان الكامل كتاب جملي وأم جامع لجميع الكتب بعد تفصيلها ، وعلمه بنفسه كتاب مبين تفصيلي مفصَّل مبين فيه ما كان في الإنسان الكامل مجملاً . »
يقول الشيخ ابن قضيب البان :
« ثم كشف لي [ الحق تعالى ] عن برزخية الإنسان الكامل .
وقال لي : هو الوجه لكل وجهة ، وهو مولاها ، وهو الجامع لأحكام الوجوب والإمكان ، وهو مجمع البحرين : أي الظهور والبطون . »
وقال لي : هو صاحب درجة الاعتدال ومنصب النقطة والعلة ، وهو سر الاسم الأول من حيث المعنى ، والآخر من حيث الصورة ».
وقال لي : الإنسان طابع علامة الأسماء ، وهو الختم المذكور بسر الإمداد والاستمداد وهو وارث الخلافة بمظهر الوحدة والكثرة. »
الشيخ عبدالكريم الجيلي:
يقول : الإنسان الكامل هو الذي يستحق الأسماء الذاتية، والصفات الإلهية استحقاق الأصالة والملك بحكم المقتضي الذاتي، فإنه المعبر عن حقيقته بتلك العبارات والمشار إلى لطيفته بتلك الإشارات ليس لها مستند في الوجود إلا الإنسان الكامل، فمثاله للحق مثال المرآة التي لا يرى الشخص صورته إلا فيها»
ويقول : الإنسان الكامل : هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مقابل للحق والخلق ... والباقون من الأنبياء والأولياء الكمل صلوات الله عليهم ملحقون به لحوق الكامل بالأكمل ومنتسبون إليه انتساب الفاضل إلى الأفضل »
ويقول : .. ولكن مطلق لفظ الإنسان الكامل حيث وقع في مؤلفاتي إنما أريد به : سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم تأدباً لمقامه الأعلى ومحله الأكمل الأسنى ، ولي في هذه التسمية له إشارات وتنبيهات على مطلق مقام الإنسان الكامل لا يسوغ لإضافة تلك الإشارات ولا يجوز إسناد تلك العبارات إلا لاسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ هو الإنسان الكامل بالاتفاق ، وليس لأحد من الكمل ما له من الخلق والأخلاق »
ويقول : الإنسان الكامل : هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره ، وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين ، ووصفه عبد الله ، ولقبه شمس الدين . ثم له باعتبار ملابس أخرى أسام وله في كل زمان إسم ما يليق بلباسه في ذلك الزمان».
ويقول : الإنسان الكامل هو مظهر جملة الأسماء والصفات الإلهية فما لغيره من الموجودات فيها قدم البتة . »
ويقول : الإنسان الكامل هو الذي ظهرت فيه الحياة على صورتها التامة فإنه موجود لنفسه وجوداً حقيقياً لا مجازياً ولا إضافياً فهو الحي التام الحياة بخلاف غيره . »

الإمام فخر الدين الرازي :
يقول الإنسان الكامل : هو القوي النفس ، مشرق الروح علوي الطبيعة يقدر على نقل ... الناقصين من مقام النقصان إلى مقام الكمال ، وذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم . »

الشيخ البديع النورسي :
الإنسان الكامل : هو الرسول الأكرم والدليل الأعظم إلى الله ، قد أظهر جميع ما بيناه من كمالات الإنسان وقيمته ومهمته ومثله ، فأظهر تلك الكمالات في نفسه ، وفي دينه ، بأوضح صورة وأكملها .
ومما يدلنا على أن الكائنات مثلما خلقت لأجل الإنسان أي أنه المقصود الأعظم من خلقها والمنتخب منها ، فان أجل مقصود من خلق الإنسان أيضا وأفضل مصطفى منه ، بل أروع وأسطع مرآة للأحد إنما هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . »
الشيخ نجم الدين داية الرازي :
يقول : الإنسان الكامل هو كلمة مركبة من حروف العوالم المختلفة كلها . »
الشيخ صدر الدين القونوي :
يقول : الإنسان الكامل الحقيقي : هو البرزخ بين الوجوب والإمكان ، والمرآة الجامعة بين صفات القدم وأحكامه وبين صفات الحدثان ، وهو الواسطة بين الحق والخلق وبه وبمرتبته يصل فيض الحق والمدد الذي سبب لقاء ما سوى الحق للعالم كله علواً وسفلاً ، ولولاه من حيث برزخيته التي لا تغاير الطرفين لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي الوحداني لعدم المناسبة والارتباط . »
ويقول : مقام الإنسان الكامل من حيث هو ، إشارة إلى العماء الذي هو النفس الرحماني ، وهو بعينه الغيب الإضافي الأول بالنسبة إلى معقولية الهوية التي لها الغيب المطلق . »

الشيخ كمال الدين القاشاني :
الإنسان الكامل : هو ظل الإله المتحقق بالحضرة الواحدية .
الشريف الجرجاني :
يقول : الإنسان الكامل هو الجامع لجميع العوالم الإلهية والكونية الكلية والجزئية ، وهو كتاب جامع للكتب الإلهية والكونية :
فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي مسمى : بأم الكتاب .
ومن حيث قلبه : كتاب اللوح المحفوظ .
ومن حيث نفسه : كتاب المحو والإثبات .
فهو الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة التي لا يمسها ولا يدرك أسرارها إلا المطهرون من الحجب الظلمانية. »

الشيخ ولي الله الدهلوي :
يقول : الإنسان الكامل : عبروا به عن العرش … فإنه الإنسان الأكبر . »
الشيخ علي البندنيجي :
يقول : الإنسان الكامل : هو مظهر حقيقة الحق المشتمل على جميع الأسماء والصفات والأحكام والآثار . وهو الروح المحمدية المستورة بهياكل الإنسانية التفصيلية . »

الشيخ حسين البغدادي :
يقول : الإنسان الكامل هو الجامع لحقائق العالم ومفرداته ، الحاصر لجميع أسمائه »

الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
يقول : قلب الإنسان الكامل : هو إمام مبين ، ولوح إلهي ، فيه أنوار الملكوت منتقشة ، وأسرار الجبروت منطبعة مما كان في حد البشر دركه وطوق العقل الكلي كشفه ، وإنما يحصل هذا بعد الشرح بحيث لم يبق في القلب صورة ذرة مما يتعلق بالكونين . ومعنى الشرح : هو إزالة المتوهم ليظهر المتحقق ، فمن لم يدر المتوهم من المتحقق حرم من المتحقق .
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
أول ما خلق حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلا واسطة … وعلى الوجه الأول لا يأخذ عن الله بلاواسطة إلا رسولنا صلى الله عليه وسلم ، لأنه سيد العبيد والعبد المقرب الذي يدخل الخلوة الخاصة بالملك وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ]لي مع الله وقت .. الحديث [، وجميع ما عداه من الآخذين لا يأخذون ما يأخذونه إلا بواسطة ، وهم متفاوتون في الأخذ ، فمنهم : من يأخذ عنه بلا واسطة وهم الأنبياء والرسل بأجمعهم والكمل من ورثته من التابعين من أمته … ومنهم : من يأخذ عنه بالواسطة
قال سيّدي الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سرّه:
«اعلم أن العالم كله لولا الإنسان الكامل ما وُجِد , وأنه بوجوده صح المقصود من العلم الحادثبالله , والوجود الحادث الذي هو على صورة الوجود القديم , فإن العلم بالله - المُحدَث - الذي هو على صورة العلم بالله - القديم - لا يتمكن أن يكون إلا لمن هوفي خلقه على الصورة , وليس غير الإنسان الكامل , ولهذا سمي كاملاً , وأنه روحالعالم , والعالم مُسَخَّر له علوه وسفله , وأن الإنسان الحيوان من جملة المسخر له , وأنه يشبه الإنسان الكامل في الصورة الظاهرة , لا في الباطن من حيث الرتبة , كمايشبه القرد الإنسان في جميع أعضائه الظاهرة , فتأمل درجة الإنسان الحيوان من درجةالإنسان الكامل , واعلم أنك العين المقصودة , فما وجدت الأسباب إلا بسببك , لتظهرأنت , فما كانت مطلوبة لأنفسها , فإن الله لمّا أحب أن يُعرَف , لم يمكن أن يعرفه إلا من هو على صورته , وما أوجد الله على صورته أحداً إلا الإنسان الكامل».
قال سيّدي الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سرّه :
«لما كان الإنسان الكامل هو المخلوق على الصورة الإلهية , فهو الحق المخلوقبه , أي المخلوق بسببه العالم , فإن الإنسان الكامل أكمل الموجودات , وهو الغاية , ولما كانت الغاية هي المطلوبة بالخلق المتقدم عليها , فما خلق ما تقدم عليها إلالأجلها وظهور عينها , ولولاها ما ظهر ما تقدمها , فالغاية هو الأمر المخلوق بسببهما تقدم من أسباب ظهوره , وهو الإنسان الكامل».
قال سيّدي الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سرّه:
«اعلم أن مرتبة الإنسان الكامل من العالممرتبة النفس الناطقة من الإنسان , فهو الكامل الذي لا أكمل منه , وهو سيدنامحمد صلى اللهعليه وسلم فهو الإنسان الكامل الذي ساد العالم في الكمال : سيد الناس يوم القيامة , ومرتبة الكمل من الأناسي النازلين عن درجة هذا الكمال - الذي هو الغاية من العالم - منزلة القوى الروحانية من الإنسان , وهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم , ومنزلةمن نزل في الكمال عن درجة هؤلاء من العالم منزلة القوى الحسية من الإنسان , وهم الورثة رضي الله عنهم , وما بقي ممن هو على صورة الإنسان في الشكل هو من جملة الحيوان , فهم بمنزلة الروح الحيواني في الإنسان.
واعلم أن العالم اليوم بفقد جمعية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ظهوره , روحاً وجسماً وصورة ومعنى , نائم لاميت , وأن روحه - الذي هو محمد صلى الله عليه وسلم - هو من العالم في صورة المحل الذي هو فيه روح الإنسان عند النوم إلى يوم البعث , الذي هو مثل يقظة النائم هنا ».