( الواسطة العظمى )



قال الشيخ الكتاني في خبيئة الكون :
الحقيقة المحمدية برزخ بين الله تعالى، وبين سائر الخلائق بقوة ما أوتيت من السراح والإطلاق في العوالم العلوية والسفلية، إذ هي سارية في الملك بحسب ما تقتضيه حجابيتها العظمى ولولا قوة نورانيتها ورسوخ في جأشها بما تتلقفه من الإفاضة الإلهية ثم عنها يفاض المدد لأخص العالم بما أنه ليس في قوته الثبوت تحت صدمات التجلي، وإذا لم يثبت للتجلي الكليم عليه السلام , فكيف يثبت غيره ممن هو دونه على أنه إنما أصعقه التجلي الواقع للجبل، فوضع تعالى ببديع صنعه ذلك البرزخ المحمدي في العالم واسطة تقع عليه التجليات وعنه تفاض, فكأنه ليس للحق سبحانه في ملكه إلا هذه الحقيقة المحمدية، إذ هي التي تتلقى الشؤون الحقانية منها إلى الحق بدون برزخية برزخ آخر وتفيض على الأكوان »
ويقول الشيخ عبد الكريم الجيلي :
أول ما خلق حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلا واسطة … وعلى الوجه الأول لا يأخذ عن الله بلاواسطة إلا رسولنا ، لأنه سيد العبيد والعبد المقرب الذي يدخل الخلوة الخاصة بالملك وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لي مع الله وقت .. الحديث) ، وجميع ما عداه من الآخذين لا يأخذون ما يأخذونه إلا بواسطة ، وهم متفاوتون في الأخذ ، فمنهم : من يأخذ عنه بلا واسطة وهم الأنبياء والرسل بأجمعهم والكمل من ورثته من التابعين من أمتهومنهم : من يأخذ عنه بالواسطة ..
الشيخ محمد مهدي الرواس الرفاعي :
الألف : هو الحقيقة المباركة المحمدية الممدود من حيطة الأزل إلى حِطَّة الأبد ، والآية الكبرى التي وعد بشهودها موسى »
وقال سيدي الكتاني قدس الله سره: ( في الرقائق الغزلية 
كل ما في الوجودات من أشتات الكمالات المتفرقة فقد انطبعت في الأنموذج الأعظم صلى الله عليه وسلم ولا تكمل لـه أفضليته على جميع الجواهر الإنسانية إلا بعد أن ينطبع فيه جميع ما فيهم أعني كالأنبياء والرسل والملائكة و زاد عليهم بما هو مذكور في باطن القرءان المجيد بما يصرح به ومالا.
الشيخ عبد الغني النابلسي :
يقول : « نون العنايات صلى الله عليه وسلم ... إنه العمدة في توجه رحمة الله تعالى على عباده ، والسبب الأقوى في رفع درجاتهم عنده » .
ويقول الشيخ بالي أفندي :
يقول : « القطب : وهو الذي مدار الوجود عليه ، وهو الحقيقة المحمدية ، قطب العالم » .
وقال سيدي الكتاني قدس الله سره: ( في الرقائق الغزلية 
بل نقول من يوم برزت روحانيته صلى الله عليه وسلم من غياهب الأزل وهي تسقي بدولابها جميع الأنبياء والأرسال والملائكة وجميع الأمم وكل ذرة من الوجود. فليس هناك أحد يقدر على التلقي مباشرة إلا منه وبه وفيه فالكل مستمد من جواهر حقيقة ماهيته .
ويقول مصطفى بن محيي الدين نجا :
والحاصل أن الله تبارك وتعالى جعل الحقيقة المحمدية واسطة الإيجاد لمخلوقاته تفضلاً منه وإحساناً، فهو الشأن الكلي الجامع لكل الشئون ، فالأرواح التي لا تشاهد ذلك ولا تدرك أنه صلى الله عليه وسلم روحها وعين حياتها كأنها أموات...
الشيخ محمد بن الطيب الفاسي القادري الحسني:
...
وقمر التوحيد هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأوجه : أحدها أنه صلى الله عليه وسلم تدرك منه المعارف مع شهود ذاته الكريمة ، كما أن القمر يهتدى به عند طلوعه مع إمكان رؤيته بالبصر .
ثانيها : أنه الواسطة بين الخلائق وبين ربها تعالى ، في سائر الإمدادات ، كما أن القمر واسطة بين الشمس والخلائق في استمداده من نورها وإشراق النور عليهم فيهتدون به في الظلام .ولولا أنه صلى الله عليه وسلم واسطة ماقدر أحد على تلقي العلوم من حضرة الربوبية المقدسة .
ثالثها : أن أهل الترقي في الأحوال إذا بلغ ترقيهم لمقام الفناء والمحو ، لايستغني واحد منهم عنه صلى الله عليه وسلم ، ولو بلغ ما بلغ ، لكن إذا تجلت في أحدهم شمس الأحدية استغرق نورها قمر المحمدية ، فغاب نور قمر المحمدية في غلبة نور شمس الأحدية لقرب البعض من البعض على المهنى اللائق المنزه ، كما يغيب ضوء القمر الحسي في ضوء الشمس عند تقارب منازلهما ، ولها الإشارة بـ {فكان قاب قوسين أوأدنى  .
وقال سيدي الكتاني قدس الله سره: ( في الرقائق الغزلية 
{
مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان}.لا غرو أنه صلى اللـه عليه وسلم قال أن القرءان لـه ظاهر وباطن ولباطنه سبعة أبطن وباطن هذه الآية أن تقول: المراد بالبحرين اللاهوتية والناسوتية، والمراد بالالتقاء الاتصال المعنوي المجهول المعبر عنه بالمعية السارية، والمراد بالبرزخ الـهيولى القابلة لارتسام جميع الأشكال والصور والرقوم والتماثيل. ومعلوم في الحس أن البرزخ لا ينزل شيء إلا عليه ولا يصعد شيء إلا عليه، وكذلك نقول هاهنا هو برزخ حائل بين صدمات الحقية والخلقية. لولا برزخيته لتلاشت الرسوم والجواهر بسبب انبساط شعشعانية الأحدية فإن فيها حرارة معنوية لا تلاقي شيئا إلا فتكته اللـهم إن كان مستغرقا في قمر الجناب الأحمدي فيقال لـه نم في ظل {وزاده بسطة في العلم والجسم} والمراد بعدم البغي عدم الفتكات التي تحصل بسبب بسط أشعة الذات لولا برزخية الكافور المحمدي لأن من شأن الكافور البرودة وهاهنا معنوية.
ويقول القطب أحمد بن إدريس :
النبى صلى الله عليه وسلم هو عين الوجود وواسطة عقده ، أخذ من أنوار الحق بقدر صفوه ، فالآخذ من الله تعالى بواسطته صلى الله عليه وسلم وله المثل الأعلى ولرسوله هو فى القوة كالآخذ الضوء من الشمس بواسطة الزجاجة وهذا تشريف لهذه الأمة لأنهم الآخذون بواسطته ، والآخذ من الله تعالى من غير واسطته صلى الله عليه وسلم كآخذ الشىء من الشمس من دون واسطة الزجاجة.
ويقول الشيخ ابن قضيب البان :
وقال لي الحق سبحانه : القطب الفرد الواحد في كل زمان هي الحقيقة المحمدية ، ولكل زمان قطب منها ، وهو خطيب سر الولاء بكلمة : بلى ، وهو شمس عروس ( أَشْهَدَهُم ) ، وساقي عشاق أشواق : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ) ، بأقداح راح : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه ) ، ومُشَنِّف سمع الجميع بلذيذ لحن : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه ) ، ومقيم شميم المحبين بروح نسيم : ( وَهُوَ مَعَكُم ) ، وحاكم معالم الوجود بسلطان : ( أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ) ، وهو كوكب ليل الفلك ، وقمر سماء الملك ، ونقطة حرف كلمة سورة الكتاب المبين » .