التجلّي الذّاتي



يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني قدس الله سره :
« قال الله تعالى : (خلقت نور محمد من نور وجهي)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلمأول ما خلق الله بروحي ، وأول ما خلق الله نوري ، وأول ما خلق الله القلم ، وأول ما خلق الله العقل ) . فالمراد منها شيء واحد ، وهو الحقيقة المحمدية ، لكن سمي نوراً لكونه صافياً عن الظلمات الجلالية ، كما قال الله تبارك وتعالى : ( قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ) ، وعقلاً : لكونه مدرك للكليات ، وقلماً : لكونه سبباً لنقل العلم ، كما أن العلم سبب في علام الحروف .فالروح المحمدية : خلاصة الأكوان ، وأول الكائنات وأصلها ، كما قال صلى الله عليه وسلم: أنا من الله والمؤمنون مني.
ويقول الشيخ عبد القادر الجزائري قدس الله سره :
« إنّ الله تعالى لما توجه لخلق العالم خلق روحاً كلياً سماه : حضرة الجمع والوجود ، لكونه جامعاً لحقائق الوجود ، وسماه بالحقيقة المحمدية ، لكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أكمل مظاهرها . على أنه ما في الجنس الإنساني أحد إلا وهو مظهر هذه الحقيقة ... ثم خلق الله العماء .. في العماء الأرواح المهيمة والعقل والنفس الكلية . فهم مخلوقون من حضرة الجمع والوجود ، وهم مظاهر لها ، لكن دون مظهرية الإنسان الكامل صلى الله عليه وسلم ، الإنسان الأكمل ... فهو عين الوجود الصادر من الله تعالى بلا واسطة سوى الأمر ، فهو صورة الأمر الإلهي الذي لا صورة له في نفس الأمر . وكلما فعلت الطبيعة الكلية صورة نفخ فيها روحاً على قدر قابليتها واستعدادها . فالطبيعة ظاهرة وهو باطنها ، بل ليست الطبيعة غير الروح إلا باعتبار كثافة بعض الصور ولطافة بعضها ، فقيل الطبيعة مغايرة للروح ». اهـ ( من المواقف )
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره :
أول موجود اداره سبحانه هو فلك الإشارات ارادة احاطة معنوية ، وهو أول الأفلاك الممكنات المحدثات المعقولات وأول صورة ظهر في هذا الفلك العمائي صور الروحانيات المهيمات الذي منها القلم الألهي الكاتب العلام في الرسلات وهو العقل الأول الفياض في الحكيمات والأنباء وهو الحقيقة المحمدية والحق المخلوق به والعدل عند أهل الطائف والأشارات وهو الروح القدسي الكل عند أهل الكشوف والتلويحات فجعله عالماً حافظاً باقياً تاماً كاملاً فياضاً كاتباً من دواة العلم تحركه يمين القدرة عن سلطان الإرادة والعلوم الجاريات إلى نهايات وهو مستوى الأسماء الإلهيات .
قال سيدي مصطفى العروسي قدس الله سره:
وأول ما أفيض من التعينات الكونية النور المحمدي ، أو الحقيقة الأحمدية ،بالتجلي الذاتي الأقدس ، الذي هو عبارة عن ظهور الذات للذات بمقتضى التنزل ، والظهور بمرآة الحقيقة المحمدية ، فهي القبضة الأصلية ، وكل الحقائق تكونت عنها وامتدت بها ، ولهذا قد حازت رتبة السبقية والختمية ، فهو الأب الأكبر لسائر الكائنات ، علويها وسفليها ، مجردها ومركبها ، فكلها تفتقر إليه ، من الأزل قبل ظهور أعيانها ، إلى الأبد بعد تحقق تعيناتها » .
قال الشيخ بن عمر القادري في شرح الصلاة الاكبرية
ولما كان نبينا صلى الله عليه وسلم مخلوقا خاصا ليس كخلق غيره من المخلوقات ، فإن جميع مخلوقاته تعالى خلققهم بتجلي اسمه الرحمن المستوي على العرش ، وهو صلى الله عليه وسلم مخلوق له تعالى بتجلي اسم الله الجامع لكل الاسماء »
وقال : وإنه صلى الله عليه وسلم أول التعينات الثابتة المفاضة بالفيض الاقدس ، في الحضرة العلمية ـ الازلية ـ ، وهو كذلك أول الأعيان الخارجية في النشأة الروحية المفاضة بالفيض المقدس ، والبقية فروع ».
يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي قدس الله سره :
«خلق العالم بأسره من الحقيقة المحمدية، فالله تعالى خلق روح النبي صلى الله عليه وسلم من نور ذاته ، وخلق العالم بأسره من روحه صلى الله عليه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم الظاهر في الخلق باسمه بالمظاهر الإلهية » .
الشيخ صدر الدين القونوي قدس الله سره
الهمزة : هي من عالم الحروف في النفس الإنساني ، نظير التعين الأول الاسمي الأحدي ، وهو أول ممتاز من الغيب الإلهي المطلق ، الذي هو مفتاح حضرة الأسماء .
 
ويقول : « الألف : هو مظهر صورة العماء الذي هو النفس الرحماني الوحداني النعت ، الذي فيه وبه بدت وتعينت صور سائر الموجودات التي هي : الحروف ، والكلمات الإلهية ، وأسماء الأسماء ، كما تتعين الحروف والكلمات الإنسانية بنفس الإنسان . فلا يظهر لشيء من الحروف عين إلا بالألف الذي هو مظهر الواحد
الشيخ محمد بهاء الدين البيطار قدس الله سره
يقول : « الألف : أصل الحروف وأولها ، ومنها تألفت . فلها مرتبة الأولية ، وحقيقة الأحدية ، وإطلاق الجمعية . وهي الحضرة المحمدية ، وامتدادها من نور نقطة الذات .
الحافظ رجب البرسي قدس الله سره
يقول : « الألف : هو عبارة عن الاختراع الأول ، والعرش العظيم ، والعقل النوراني، والجبروت الأعلى ، وسر الحقيقة ، وحضرة القدس ، وسدرة المنتهى "