( فلك النبوة ) للشيخ الأكبر قدس الله سرّه



اعلم أيدك الله أنه لما خلق الله الأرواح المحصورة المدبرة للأجسام بالزمان عند وجود حركة الفلك لتعيين المدة المعلومة عند الله و كان عند أول خلق الزمان بحركته خلق الروح المدبرة روح سيدنامحمد صلى الله عليه و سلم ثم صدرت الأرواح عند الحركات فكان لها وجود في عالم الغيب دون عالم الشهادة و أعلمه الله بنبوته و بشره بها و آدم لم يكن إلا كما قال بين الماء و الطين ..
و انتهى الزمان بالاسم الباطن في حق سيدنامحمد صلى الله عليه و سلم إلى وجود جسمه و ارتباط الروح به انتقل حكم الزمان في جريانه إلى الاسم الظاهر فظهر سيدنامحمد صلى الله عليه و سلم بذاته جسما و روحا فكان الحكم له باطنا أولا في جميع ما ظهر من الشرائع على أيدي الأنبياء و الرسل سلام الله عليهم أجمعين ثم صار الحكم له ظاهرا فنسخ كل شرع أبرزه الاسم الباطن بحكم الاسم الظاهر لبيان اختلاف حكم الاسمين و إن كان المشرع واحدا و هو صاحب الشرع فإنه قال كنت نبيا و ما قال كنت إنسانا و لا كنت موجودا و ليست النبوة إلا بالشرع المقرر عليه من عند الله فأخبر أنه صاحب‏ النبوة قبل وجود الأنبياء الذين هم نوابه في هذه الدنيا كما قررناه فيما تقدم من أبواب هذا الكتاب ..
فكانت استدارته انتهاء دورته بالاسم الباطن و ابتداء دورة أخرى بالاسم الظاهر فقال استدار كهيئته يوم خلقه الله في نسبة الحكم لنا ظاهرا كما كان في الدورة الأولى منسوبا إلينا باطنا أي إلى سيدنامحمد صلى الله عليه و سلم و في الظاهر منسوبا إلى من نسب إليه من شرع إبراهيم و موسى و عيسى و جميع الأنبياء و الرسل‏ .