( فيض القدس )



لسيدي محمد المدني الحسني قدّس الله سرّه:
أيا رسول الله أشرقت *** ليلة بالنور المعجز
من سناك أزهرت *** وإشراقك المميّز
وفياض القدس جل ***عن حدود أو تحيّز
فوق الخلد فوق عدن *** بل فوق كل معزز
فحاشاك أن تحاكى *** أو بوصف الخلق تنبز
إن قلت الرضوان أنت *** كان لفظي فيك موجز
جئت من غيب لغيب *** جئت من أصل تعزز
لا أقول أين كنت *** بالكتمان نتحرز
إذ بحر الوجود غيب *** وإليك خير مركز
جزت بالرحمان أفقا *** غيرك عن هذا يعجز
تنزلت من تنزيه *** رحمة للخلق تكنز
قال أستاذي العلاوي *** وإلى قوله ألغز
كنت قبل جبروتا *** أصبحت ملكا مبرّز
برزخ في الملكوت *** من لطف فليس يحجز
شيّدت بك الأواني *** والكل إليك يرمز
فإن قلت أنت عين *** فخلق بلا تمجّز
من يطعك قد أطاع *** ربنا في القول المعجز
أعطاك خلقا عظيما *** ليس يحصر أو يحيّز
يكفيك الكتاب مدحا*** لا يفي االنظم المرجّز
والكثير كالقليل *** في التّقصير ليس يحرز
والمداني يهدي منه *** روحه مهرا منجز
راجيا عند الشفيع *** مقعدا للصدق يبرز