** حقيقة الحقائق **

قال الإمام محمد الدمرداش قدس الله سره فى كتابه "معرفة حقيقة الحقائق":
 (وفى التحقيق الأوضح أن حقيقة الحقائق هى رتبة الانسانية الكمالية والالّهية الجامعة لسائر المراتب كلها وهى المسماه بحضرة الجمع وبأحدية الجمع … وبمقام الجمع … وبها تتم الدائرة… وهى أول مرتبة تعينت فى غيب الذات وهى الحقيقة المحمدية بالاصالة عليه الصلاة والسلام ..
وهى أبطن الظهور ومعدن البطون … ولما كانت الحقائق إنماهى ظهورات وتعينات حصلت عن حقيقة الحقائق المسماة بالتعين الأول كان هذا المظهر الأكمل الأظهرأعنى محمدا صلى الله عليه وسلم سبيلا لاظهارها فى ظاهريتها من كتم قدسها ونور قدمها.                    .                   
فظهرت تلك الحقيقة المحمدية الجامعة على ما هى عليه من غير تبديل ولا تغيرفى ذاتها بل مجرد تعين حصل للحقيقة المحمدية عند ظهورها بهذا المظهر الأكمل الأظهر.                                 .
فإن أرتقى أحد من الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين إلى تلك المرتبة أعنى أحدية الجمع فهو بالتبعية له عليه كل الصلاة وكل السلام لا بالاصالة وبامدادهم إياهم بحقيقته الأصلية الأزلية  عليه الصلاة والسلام ، وأمّا الحقيقة الأنسانية الكمالية التى هى صورة معنوية للحضرة الالّهية المسماه بحضرة المعانى بالتعين الثانى فهى الانسان الحقيقى المعبرعنه بالعالم الاكبرلأنه أصل العالم ثم قال الانسان الكامل مظهر للألوهية والربوبية من حيث ظهورها وتصرفها فيه فصارالانسان الكامل مظهرا للحقيقة الجامعة المسماة بحقيقة الحقائق من حيث جمعيتها للمبدأ والمعاد وهى الحقيقة المحمدية .فافهم واقبل ما جاء اليك من الد رر والمعانى ولهذا جاء فى الحديث القدسى (يابن آدم خلقتك لأجلى) الحديث : فكان جميع ما سوى الانسان خلق للانسان أعنى ألانسان الحقيقى المتقدم ذكره وهو منشؤها ومرجعها ومنتهاها المشار إلى ذلك بقوله (وأن الى ربك المنتهى) وهو حقيقة الحقائق ومنشأ الخلائق . وعلة العلل ومبدأ الأول والأب الأول معنى لا صورة ، انتهى كلام الشيخ محمدالدمرداش ) وصاحب المقام المحمدى آيته (ياأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا) قال سيدى محى الدين قدس الله سره فى معنى الآية  (اى لأنه غاية لكم تقفون عندها فى طريق المعرفة بالله . ومعلوم أن رجوعهم سفر لاقتناصهم علوما لم ينالوها فى عروجهم … فسفرالمحمدى ورجوعه عن الحق إلى الحق من حضرته إلى حضرته فافهم) ولسان حال الوارث المحمدى ينشد  مشارب القوم شتى من كلها صار يشرب فلا يتقيد بشرب دون آخر… ولا بحال ولا مقام لجمعه بين الجميع ولا يزال فى ارتقاء من مقام الى آخر … وكلما خلعت عليه خلعة كمال وقف عندها حتى يظهر له النورالمحمدى ويرفعه عن المقام الأول إلى الثانى … وهكذا فى كل حال ومقام … فلا وقوف الا من حيث الاستئذان للأدب المعروف عند أهله… فانهم الأقربون الذين أولى بالمعروف.