يقول
الشيخ محمد بافتادة البروسوي :
« الخلة
والمحبة الإلهية الأحدية تجلت لنبينا محمدe بحقيقتها ، ولإبراهيم u
بصورتها ، ولغيرهما بخصوصياتها الجزئيات بحسب قابلياتهم ، ونبيناe في مقام الخلة والمحبة بمنـزلة الأحدية الذاتية
، وإبراهيم u بمنـزلة المرتبة الواحدية الصفاتية ، وغيرهما بمنـزلة المرتبة
الواحدية الأفعالية ، وإلى هذه المقامات والمراتب إشار في البسملة على هذا الترتيب
. ونبينا محمدe خليل الله وحبيبه بالفعل ، وإبراهيم u
خليل الرحمن وحبيبه بالفعل ، وغيرهما من الأنبياء ( عليهم السلام ) أخلاء الرحيم
وأحباؤه بالفعل ».
يقول
الشيخ عبد الغني النابلسي :
« الخل لله
تعالى دائما في نور زائد واقتراب من حضرة الحق تعالى ، وقد ورد في خلافة الخل في
القرآن العظيم أمثال قوله تعالى : [إِنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ] من الخلق يا محمد في عالم
ظهورك الحقيقي بذاتك ، أو عالم ظهورك المجازي ببدلك ووارثك : [ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ]لتحققك بمقام الخلافة عن الله تعالى » .
« انتهاء
مقام الخليل ابتداء مقام الحبيب ، لأن الحبيب ، الذاتي عبارة عن التعشق الاتحادي ،
فيظهر كل من المتعشقين على صورة الثاني ، ويقوم كل منهما مقام الآخر ... وإلى هذا أشار سبحانه
وتعالى في كتابه العزيز بقوله لمحمد : [إِنَّ
الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ ]، أقام محمدا eمقام نفسه » .
ويقول
الشيخ أبو العباس التجاني :
« الحبيب هو
الخليل ، والخليل هو الحبيب ، ويحتمل المغايرة . وإن قلنا بالمغايرة ههنا فالمراد بالخليل : الذي يخصه بأسراره
ليساره بأسراره من جميع خلقه ، فلا يعرف أسراره غيره من الخلق . والحبيب هو الذي
يكتنـزه في باطن نفسه ، فليس عنده في الخلق حبيب يعادله ، فضلا عن أن يكون أحب
إليه منه » .