يقول : « النَفَس الرحماني : [ النَفَس ] هو الهواء
المنبعث من الباطن إلى الظاهر ، والمراد منها أثر الروح المفيد حياة الغير ، وذلك
بالاستمداد من الروح الأعظم الذي هو حقيقة نبيناe ، أو روحه المفيد حياة العالمين بالنَفَس
الرحماني الممد لكل الأشياء بالوجود والحياة بقدر استعداداتهم . فالنفس الرحماني
كأنه نفس الروح الأعظم في نفخ الأرواح في أجساد العالمين » .
يقول : « النَفس الرحماني : هو الوجود الإضافي
الوحداني بالحقيقة ، المتكثرة بصورة المعاني التي هي الأعيان وأحوالها في الحضرة
الواحدية . سمى به
تشبيها بنفس الإنسان المختلف بصور الحروف مع كونه هواء ساذجاً في نفسه ، ونظراً
إلى الغاية التي هي ترويح الأسماء الداخلة تحت حيطة الاسم الرحمن عن كربها ، وهو
كمون الأشياء فيها ، وكونها بالقوة كترويح الإنسان بالنفس ».
يقول : « النَفس الرحماني : هو عبارة عن الوجود
العام المنبسط على الأعيان عينا وعن الهيولي الحاملة بصور الموجودات » .
يقول : « النفس الرحماني : هو أول ما يفيض عن الحق Y ، يكون نورا بحتا ووجودا صرفا ، ثم يعرض له ظلمة ما فيسمى :
بالعماء ».
يقول : « النفس الرحماني : هو النور الساطع من
الهوية الأحدية ، يسمى : بروح القدس , لأنه مقدس عن
صفات المحدثات ، ومنـزه عن الدخول تحت حيطة كن ، لأنها وجه الله تعالى وظاهر ذاته
الأزلية ومظهرها ، ولهذا يسمى : بروح الله ، فلا يجز أن يقال فيه أنه مخلوق ».
ويقول : « النفس الرحماني : هو روح الأرواح وعرش
الذات الأحدية , لأنه منشأ ظهور هوية الذات ، ومحل استواء حقيقته الغيبية . فكل
شيء من المحسوسات له روح نفخي أمري قامت به صورته ، وروح أعظم يقوم به روحه الأمري
، وروح إلهي يقوم به روحه الأعظم ، وهذا الروح الإلهي قلبه وحقيقته المتعينة بتعيناته
» .
ويقول : « النفس الرحماني : هو أول ما يعرض له تعين
وحداني كلي ، فيسمى : بالنور المحمدي ،
والعقل الكلي والفعال » .
يقول : « تجلى تعالى بنفسه لنفسه من حقيقة اسمه المحب الذي أحب أن
يُعرف ، فاصطفى من ذاته لذاته من اسمه الجميل مجلى ومرآة يكون حبيباً ، فكان النور
المحمدي عين ذلك المجلى ، فظهر به من اسمه الظاهر ، فسمي ذلك : تجل ، والظهور بـ نفس الرحمن ، فهو عين حقيقة محمدe ، فهو نفس الأنفاس الروحية , لأنه أول نفس بدأ من نفس الحق » .
المحمدي عين ذلك المجلى ، فظهر به من اسمه الظاهر ، فسمي ذلك : تجل ، والظهور بـ نفس الرحمن ، فهو عين حقيقة محمدe ، فهو نفس الأنفاس الروحية , لأنه أول نفس بدأ من نفس الحق » .