يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
«
إن الكعبة عند أهل الحقيقة إشارة إلى مرتبة الذات الأحدية ، والذات الأحدية قد
تجلت لرسول اللهe بجميع أسمائها وصفاتها ، فكانت الكعبة صورة رسول
الله ، والحجر الأسود صورة يده الكريمة .
وأما
حقيقة سر الكعبة والحجر فذاته الشريفة ويمينه المباركة ، ومن هنا نعرف أن الإنسان
الكامل أفضل من الكعبة وكذا يده أولى من الحجر .
ولما
انتقل النبيe
خلفه ورثته بعده ، فهم مظاهر هذين السرين ، فلا
بد من تقبيل الحجر في الشريعة ، ومن تقبيل يد الإنسان الكامل في الحقيقة فإنه
المبايعة الحقيقية فإنها عين المبايعة مع الله ورسولهe » .
يقول
: « حقيقة الكعبة : هي الحقيقة الأحمدية التي هي تعينه الإمكاني الأمري ».
حقيقة
الكعبة الربانية : هي بعينها الحقيقة
الأحمدية ، التي هي الحقيقة المحمدية ظلها
في الحقيقة ، فتكون مسجوداً إليها ، أي للحقيقة المحمدية بالضرورة .
يقول
: « إنه e كعبة المشاهد الإلهية : فكما أن الناس لا يستقبلون بعبادتهم إلا الكعبة ولا يتوجهون من كل
وجهة إلا إليها ، فكذلك قلوب العارفين بالله لا تتوجه في المشاهد الإلهية
والتجليات الربانية إلا للكعبة المحمدية الذاتية ، فلا يشاهدون من تجليات الأسماء
سواها ، ولا ينشقون من شذا النفحات العرفانية إلا رياها ، ولولا إمداد هذه الحضرة
بالنفحات ، ما أدركوا معاني تلك التجليات من خمرة الذات بأقداح الأسماء والصفات » .