للإمام صدر الدّين القونوي قدس الله سرّه
سرّ التجلي المقيد الذي أدركه النبي صلى اللّه عليه و سلم و حصل له
منه الضرببين الكتفين الذي انتج علم الأولين و الآخرين هو من سرّ المحاذاة و
المضاهاة .
فالحاصل للحق سبحانه باستجلائه نفسه في الحقيقة المحمدية هو
مشاهدته نفسه في حقيقة جامعة لسائر المراتب الكونية و الاحكام المظهرية، و الحاصل
للنبي صلى اللّه عليه و سلم بالتجلى المذكور هو استجلاؤه نفسه في المرتبة الجامعة
الإلهية المستوعبة لسائر مراتب الذات و جميع احكام الالوهية فقام الحق له في هذه
المرتبة الجامعة مقام المرآة و المظهر، كما قامت حقيقته من قبل للحق مرآة لجميع
المراتب الكونية و الاحكام المظهرية جزاء وفاقا فلا جرم علم سر معرفة كل عارف
باللّه ممن تقدم او تأخر، و تلك المعرفة هي حكم تجلى الحق بالنسبة الى كل متجلى له
من العارفين على اختلاف مراتبهم، فافهم.