{لاتُدركه الابصار}
أي لا تدرك أبصار عقول الحوادث حقيقة كنهي. قال الكأس: فأنا العارف وأنا المجهول،
وأنا المعروف وأنا الموصول. لا يُدرك كُنهي، ولا مطمع لأحد في ما لي وما لوجهي {ولا تقربوا مال اليتيم}. ما لي هو رؤية الأحدية الجمعية
بعين البصر الناظر، لا ببصر الخاطر. بل في لِحافي، وعند ظهور أوصافي، في كل حين
ووقت، وكل طور ببصر الإطلاق البحت. {ولقد رآه نزلة أخرى.
عند سدرة المُنتهى} أي عند سدرة شجرة منتهى الكثرة. وهو
لا يتقيد بوقت دون وقت، فصَحَّ الدوام، لشرب المُدام.
{سبحان الذي أسرى بعبده} لي في
معه في حال الكنزية وبعدها في حال التجريد وبعد الازدواج {ليلا} أي في ليل الحيرة بنعت الشهود والرؤية {من المسجد الحرام} أي مسجد حرم عُكوف ذاتي بذاتي في حال
الكنز وحال التجريد وبعد الازدواج، بل في كل وقت {إلى المسجد الأقصا}
وهو أزل الوجود القديم المطلق، بحيث أفنيناك عنك حتى رددنا باءنا
لنقطتنا، وفرعنا لأصلنا. وكنَّى بالأقصا عن كونه كان قديما، وكنى به عن بُعد مرامه
ولثم لِثامه.
وكنى
به أيضا بعد البروز عن كونه خارج عالم الإمكان وعالم الأمر
وعالم المعنى وسائر عوالم اللطافة. وليس ثَمَّ وساطة لنديم بل الحبيب بالحبيب للحبيب
في الحبيب. الله أكبر:
دنت فتدلت في مهامه ذاتها
لذات لها ذات إليها تدلتِي
{الذي باركنا حوله} بحلولك فيه وبروزك منه
ليقع المقصود {لنُريه}
أي العبد {من آياتنا الكبرى} وهي الزيادة على ما
كان يعهده من المكافحة بنعت التجريد وهي ما له {إنه} أي العبد {هوالسميع}
بنا منا {البصير} بنا فينا.
وأبصرها لحظي وذلك لحظها فكنت بها منها بصيرا بجُملتي
نكتة : اتحد بصر باطن سر غيبه اللاهوتي، وبصر
ظاهر عينه النَّاسوتي فرأى بباطنه الحقاني باطن الأنموذج من حيث إسمه الباطن.
ورأى ببصر ظاهر عينه الناسوتي هو من حيث إسمه الظاهر. ورأى بهما معا الحقيقة الأصلية
الجامعة المجرَّدة ، بنعت الصِّرافة الساذجية. {فأوحى إلى عبده ما أوحى}
ولعلك لا تجدها في ديوان، أو مرقومة ببنان.
وليس وَرَا مرماي مرمى لذي هوى
تجمعَت الأضداد في فرد كثرتي
قال
الكأس: ولما رُقم في لوح القِدم أنه لا يُساير أحد
الحق في أبديته في عالم حكمته، انتقلت لأصْلي {إن الذي فرض عليك القرءان لرادك إلى معاد} لوح
هوية غيب حقائق كليات {وفيها نعيدكم}.