قال الإمام محمّد وفا الشّاذلي
قدّس الله سرّه :
وذات الحمد ـ e ـ المخصوص
بالأوليّة في الخلق الرّوحاني : ( أنا أوّل الأنبياء في الخلق) ويعسوب الأرواح أي : أصلهم.
فذات الحمد روح الأمر ونور العلم، فاتحة الكتاب وأمّه الجامعة
لحقائق العلم،ومتعلّقه المعلوم بالفعل، من حيث الكلام والقول، فكما كانت الأشباح
بدل عن الأرواح، كظهور حواء عن آدم، نسخ بتعيينه الأعيان، وأختفت النّجوم ببروز
شمسه.
وإذا تجلّى نور الحمد ذات الأمر، إستترت تحت أشعّة نجوم الخلق،
وتحلّلت معاقل الكون، وإذا تجلّت الجلالة من غيب الأزل، إندرجت أسماء الحق في اسم
الحقيقة، وانطوى الواحد في الأحد، وبطل حكم العدد .
وبما خلق الله نور الحمد من نور الوجه ـ حجاب الأزل للحق من حيث
تعيين الفعل ـ كان السّبحة العظمى البارزة بالوجود الكل، حقيقة القول، ظهورا
بالتّجلّي، متّصلا كالنّور عن الشّمس، بارزا بالإرسال، متّصل بالأصل، ( ولله المثل الأعلى) والأمر
كذلك عن الباطن بالعلم، والظاهر بالفعل عينا ومعنى، غيبا وشهادة، ولن تفترق (
لاإله إلّا الله محمّد رسول الله) أبدا وأزلا .