يقول الإمام الشّعراني قدّس الله سرّه :
(أولئك الذين هدى
الله فبهداهم اقتده) أي : إنّ
هداهم هو هداك الذي سرى إليهم منك في الباطن، فإذا اهتديت بهداهم فإنّما ذلك
اهتداء بهداك، إذ الأوليّة لك باطنا والآخريّة، لك ظاهرا ولو أنّ المراد غير ذلك
لقال تعالى " فبهم اقتده" ويدل على ذلك حديث (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) فكلّ نبي تقدم على زمن ظهوره، فهو نائب عنه في بعثته بتلك
الشريعة، ويؤيد ذلك حديث ( وضع الله تعالى يده
بين ثدي فعلمت علم الأولين والآخرين) إذ المراد بالأولين هم الأنبياء، وإيضاح ذلك أنه e أعطي
العلم مرتين مرّة قبل خلق سيّدنا آدمu ومرّة بعد ظهور رسالته e . [1]