قال الشيخ أبو عبد الرحمن السّلمي
قدس الله سرّه :
سئل الامام الجنيد قدس
الله سرّه عن معنى قول الحبيب صلى الله عليه وسلّم : ( إنه ليغان على قلبي ) فسكت ساعة وقال :
لولا أنّه حال النبي صلى الله عليه وسلّم لتكلمت فيه ، ولا يتكلّم في حال إلّا من
كان مشرفا عليها ، وجلّ حال النبي صلى الله عليه وسلّم أن يشرف عليه أحد من الخلق
.
وقال الشيخ روزبهان البقلي قدس الله سرّه :
افهم أنّ حال النبي صلى
الله عليه وسلّم أرفع وأجلّ من أن يصفه أحد من الخلق ، لأنّه على مثابة عند الله
تعالى لا يطلع عليه حتى جبريل وميكائيل وجميع الكروبين ، و لا آدم ومن دونه من
الأنبياء والمرسلين ، وإنّ الأنبياء والأولياء والأملاك إستغرقوا في أوائل أحواله ،
ولم يستشرفوا على شيء ممّا كان فيه من أسراره الغريبة ، وأنبائه العجيبة ،
ومكاشفاته العظيمة ؛ مع جلالتهم.
وقال الشيخ الأحسن
البعقيلي الحسني قدس الله سرّه :
غاية ما يدركه العارفون مقام روحه صلى الله عليه وسلم، ولا مطمع
لأحد فيما زاد على ذلك من أسراره، فضلاً عن الحقيقة المحمدية. فقال لن ( تراني ) ،
لأنه مقام الوحدة. فالوحدة مظهر الذات، والوحدة تنافي الكثرة، فالنبي صلى الله
عليه وسلم إذا عام في الحقيقة المحمدية غاب عن روحه وذاته لزوال الكثرة بالوحدة.
وقال الامام ابن عجيبة قدس الله سرّه :
تقاصرت فهوم العباد عن الإحاطة
بالحقيقة المحمّديّة ، فلم يقدر أحد أن
يفهم ما خصه الله سبحانه به من الأسرار الإلهية ، لأنهم لم يروا إلّا خياله الظاهر
، وأمّا الباطن فلم يعلمه إلّا خالقه تعالى .