5) الكوثر : كثرة الأمّة المحمّديّة
وقال بعضهم أنّ الكوثر هو كثرة أتباعه صلى الله عليه وسلّم ، فتكون الآية كأنّها ردّ على الذين قالوا بأنّه صلى الله عليه وسلّم قد بتر في ذرّيته ، ولم يخلّف من يرثه ويخلّد ذكره ، فردّت عليهم
الآية أنّ هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلّم قد خلّف أمّة من
ورائه ، وكلّهم أبناؤه وأعقابه وخدّامه ، وهو ما أكدته آية ( النّبي أولى بالمومنين
من أنفسهم ، وأزواجه أمّهاتهم ) ومنهم من قرأ وهو أب لهم ، وإن كان هذا يفهم من ضمن الآية ، بل إنّ
صلة النّبوّة أوثق من نسبة الأبوّة .
ويشير إليه كذلك
حديث (تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم ) فلما كانت أمّته
كلها أبناؤه ، سيباهي بهم الأمم الأخرى ، وبهذا كانت كثرة أمّته صلى الله عليه وسلّم كوثرا .
ويشهد لهذا كذلك حديث مسلم قوله صلى الله عليه وسلّم (عرضت علي الأمم فرأيت
النّبي ومعه الرهيط، والنّبي ومعه الرجل والرجلان، والنّبي ليس معه أحد، إذ رفع لي
سواد عظيم فظننت أنّهم أمّتي، فقيل لي هذا موسى uوقومه، ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي انظر إلى
الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة
بغير حساب ولا عذاب ) .
بل قد يأتي مع أحد ورثته من
الأتباع أكثر من أمم ، مثل حكاية الإمام الجيلاني قدس الله سرّه التي ذكر صاحب (بهجة الأسرار ) عن الشيخ أبي
حفص عمر ثريدة قدس الله سره : أنّه رأى كأنّ القيامة قامت ، وجاء الأنبياء يتبعهم
الرجل والرجلان والجماعة ، ثم أقبل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأمته بين
يديه كأنها السيل أو الليل ، وفيهم المشائخ ، ومع كل شيخ أصحابه يتفاوتون عددا
ونورا، وأقبل شيخ منهم معه من الخلق ما لايحصى ، فسألت عنه ؟! فقيل لي : ذاك الشيخ
عبد القادر الجيلاني قدس الله سره وأولئك أتباعه ، فقصدته وقلت له ياسيدي ما رأيت
من المشائخ أبهى منك ، ولا في أتباعهم أكثر من أتباعك ، فأنشدني :
إذا كان منّا سيّد في عشـــــيرة
**علاها وإن ضاق الخناق حماها
وما اختبرت إلّا وأصبح شيخها ** وما افتخـــــرت إلّا وكان فتاها
وما ضربت بالأبرقـــــين خيامنا
** فأصبح مأوى الطارقين سواها
6) الكوثر : القرآن العظيم
وقالت زمرة
أخرى أنّ الكوثر هو القرآن العظيم ، الجامع لكلّ صغيرة وكبيرة ( مافرطنا في الكتاب
من شيء ) وفي إسم القرآن إشارة دقيقة لهذا المعنى ، حيث أنّه من معاني القرء
لغة الجمع ، والجمع من دلائل الكوثر ، وهذا من وجه جمعيّة الفرقان الصفاتيّة ،
التي تنزّل بها صلى الله عليه وسلّم ليفرّقها على
العالمين .
وأمّا من جهة جمعيّة القرآن الذّاتيّة الأحديّة ، فهو خزانة لكنز
الشّؤون الأزليّة، والتي لا يغوص في قواميسها إلّا العبد الذّاتي صلى الله عليه وسلّم فمن هنا كان لكلام الله تعالى تجليان : الكوثر الفرقاني الصّفاتي ،
والكوثر القرآني الذّاتي .
ومن الطّريف أنّ الكوثر هو (جمع الجمع ) عند اللّغويين ، وهو عينه
المعنى الباطني الذي يدندن حوله العارفون
.
7) الكوثر : الشفاعة العظمى
وقال سيدنا جعفر الصادق u أنّ الكوثر
هو الشّفاعة ، وذلك من منطلق كونها تشمل العالمين ، لأنها تأثّر بمقتضى الرّحمة
المطلقة المجبول عليها صلى الله عليه وسلّم ، فلمّا انسدلت
على كثير من الخلائق سمّيت " كوثرا " ، ونعم الفهم هذا .
8) الكوثر : النّبوة الذّاتية
ومنهم من قال بأنّ الكوثر هو النّبوّة المحمّديّة ، وذلك لمعنيين :
إمّا لكون نبوّته الجامعة صلى الله عليه وسلّم كوثرا لكلّ
النبوّات ، وقرآنه العظيم كوثرا لكلّ الكتب ، ورسالته الخاتمة كوثرا لكلّ الملل .
وإمّا لكون النّبوة المحمّديّة تعتبر حضرة جمع الجمع ، وسدرة منتهى
التكاثر الفرقاني ، حيث أنّ الكلّ يجتمع عليه ، فهو مركز دائرة الوجود ، وغاية
مجامع الشهود، فمن هنا كانت نبوّته صلى الله عليه وسلّم كأنّها كوثرا
للكلّ بالكلّ .
9) الكوثر: هو التّجلي الإمكاني
ومنهم من قال بأنّ الكوثر هنا : يشير إلى تناسل العوالم من النّور
المحمّدي الأوّل، حيث أنّه المبتدى وإليه المنتهى ، فبجمعيته لكلّ ذرّة في الوجود
، صارت روحه الأمّيّة كأنّها أمّ كوثر، لسعة أمومتها وإطلاق تجلياتها .
فيكون هذا المعنى أبلغ في الرّدّ على من قالوا بأنّه أبتر ـ وحاشاه
ـ لفقد بعض بنيه الكرام u فهو في
الحقيقة أبو الوجود بأكمله ، علوه وسفله وقبله وبعده ، وهم بمثابة أبنائه وعبيده ،
يتصرف فيهم كيف شاء .
ولعله ما تعطيه دلالة ( أعطيناك ) ولم يقل ( آتيناك) لأنّ
الإيتاء يجوز معه النّزع لأنّه ليس تمليكا ، وإنّما العطاء تمليك ، والتّمليك فيه
حق التّصرف بخلاف الايتاء.
ولقد إهتدى إلى هذا المعنى سلسل بين النبوّة السيّد محمد بن عبد
الكبير الكتاني قدس الله سرّه، حيث قال في ديوانته :
« واعلم أني فكرت يوما في دليل من الكتاب
على أن للروح الأعظم إحاطة بجميع مراتب عوالم الإمكان، فألهمت من قولـه تعالى :
{إنا أعـطيناك الكوثر} فكأن الحق يقول: إنا أعطيناك الإحاطة بجميع
دوائب كرة العالم؛ علويها وسفليها، باطنها وظاهرها، كثيفها ولطيفها، جملة
وتفصيلا، وعنه أفصح الكاف . ومع كونك هكذا فليس فيضك إلا من الوجود المطلق، وعنه
أعرب الواو . ثم إنّك وإن حصل لك ما ذكر، فلا تخرج عن رق الحدوثية والحدَثان،
فليس فيك شائبة حرية بالنسبة لهذا المقام . لكن وإن كنت كذلك، فالرب والمربوب مرتبطان
ارتباط الألف واللام، وإليه الإشارة بالراء » .
ومن هذا المنطلق قال شبل
دوحة الرّسالة الامام محمد وفا الشاذلي : (إنا أعطيناك الكوثر) فهي
تتصرف بحكمك ولا تحكم عليك ، فالوحدة لك بالأصالة .
وكأنّه فهم من الكوثر أنّه طور الكثرة
الإمكانيّة ، والتي تحجب الخلق عن العبادة ، أو طور الكثرة اللاهوتيّة ، والتي
تحجب المقربين عن الشّهود، وأمّا حضرة
النّور صلى الله عليه وسلّم فهو مقدّس بجمعيته الأحدية ، عن غلبة الكوثر النّوراني والتكاثر
الظلماني .
10) الكوثر: هو المعرفة بذات الله
وقال بعض الحققين أنّ الكوثر هو معرفته صلى الله عليه وسلّم بربه، المعرفة
الذّاتيّة الحقيقية الخاصة، والتي لا يجاريه فيها نبي مرسل ولا ملك مقرب، وقالوا
بأنّ معنى (أعطيناك الكوثر) مرتبط بدلالة ( فصلّ لربّك ) أي صلّ لربّك بمشربك
الأمّي، الذي فاض عليك به من كوثر الذّات الأقدس، وهذا السرّ في إسم ( ربّك) أي الذي يمتن عليك
إمتنانا خاصا على قدر همّتك ونهمتك ، وهو ما خصّصته دلالة كاف الضمير المتّصل
كذلك، كما هو الشأن في كلّ الآيات التي تحمل هذا الكاف المخصّص، مثل قوله تعالى ( سبّح اسم ربّك الأعلى ) وقوله عزّ وجل ( ألم تر كيف فعل ربّك ) ..فافهم .
وهذا هو الذي ينطبق عليه امتنان ( وعلّمك مالم تكن تعلم ،
وكان فضل الله عليك عظيما ) وكفى بمعرفة الله كوثرا، وكيف لا وهي العلّة الغائيّة ( وما خلقت الجنّ والإنس إلّا
ليعبدون ) وفسرها ترجمان القرآنرضي الله عنه : أي ( إلّا ليعرفون ) إذا فالمعرفة هي
غاية العبادة، و ( الكوثر) هو غاية ( فصلّ لربّك وانحر) .
وقالوا كذلك بأنّ السّياق يناسب هذا المدلول، وهو بمقابلة الكوثر
للصلاة والنّحر، فلا بدّ أن يكون هذا الكوثر هو مادة هذه العبادات ، ومّادة
العبادة ماهي إلّا المعرفة بالله تعالى .
وذلك مافهمه الحافظ الطيّبي في شرحه لحديث (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) فقال رحمه الله : لمّا شبّه المسافة الّتي بين البيت والمنبر،
بروضة الجنّة لكونها محل الطاعة والذكر ومواضع السّجود والفكر، أتى بقوله (ومنبري على حوضي) إيذانا بأنّ
استمداده من البحر الزّاخر النبوي، ومكانه المنبر الموضوع على الكوثر، الّذي يفيض
منه العلم الإلهي، فجعل فيضان العلم اللدني من المنبر إلى الروضة .
وهو ما ذهب إليه سيدي عبد الكريم الجيلي قدس الله سرّه في (
الكمالات الالهية ) حيث قال ( الكوثر) يعني المعرفة الذاتية الإلهية، الّتي يستمد منها كل من سواه .
11) الكوثر: هو الغنى بالمطلق
واختار بعضهم أنّ (الكوثر) هو الغنى بالله تعالى
، أوقل بالأحرى الغنى بالذّات الأقدس، مقابل مَن غناهم بخلع الأسماء والصّفات، أو
من غناهم بزخرف الآثار .
وسياق الآية يقبل هذا الوجه من التّأويل ، حيث أنّ العطاء العظموتي
يورث الإستغناء، فتصير الآية كأنّها تقول إنّنا أغنيناك بنا عن كلّ شيء، فتوجّه
لنا وسنكفيك كلّ كيد، فيناسب السّورة من هذا الإعتبار قوله تعالى ( أليس الله بكاف عبده) أي كافيه مددا وصلاة
وخلّة ونصرة ..
11) الكوثر: هو الوسيلة
وقال آخرون أنّ الكوثر هو مقام الوسيلة ، والتي أمرنا صلى الله عليه وسلّم أن نطلبها له بل لنا ،
والتي قال فيها ( لا تكون إلّا لرجل واحد ، وأرجوا أن أكون أنا ) ورجاؤه صلى الله عليه وسلّم حقيقة، فأعلى رتبة
لاتكون إلّا لأعلى عبد ، ومن هنا كانت منّة الحق سبحانه بأعظم عطيّة، فقال ( إنّا أعطيناك الكوثر ) .
ويشهد لهذا حديث الكثيب الذي قال فيهصلى الله عليه وسلّم (.. حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى الْكَثِيبِ، ثُمَّ يَتَجَلَّى الله لهم ..) فالكثيب مأخوذ من الجمع
، والجمع من دلائل الكوثر .
فيكون مدلول الآية إنّنا أعطيناك" كوثر الجمع الذّاتي "،
لأحبابك وأتباعك وخدّامك ، عندما روجت ذلك لهم ، بعدما كنت ولازلت في " أحدية الجمع الذّاتي
".
وقد أشار إلى هذه اللّفتة
النفيسة في حديث المعراج ، فحينما قال الحق سبحانه ( السلام عليك أيها النبي ) ردّ الحبيب صلى الله عليه وسلّم ( السلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين ) فانظر كيف أنّه لم ينسانا حتّى في حال جمعيته الأحديّة .
قلت : وما سمّي ذلك المقام بالوسيلة ، إلّا لأنّه أعظم وسيلة لأعظم
غاية ، وهو أعظم غاية لمن دونه أيضا .
13) الكوثر: هو النّهر النّوراني
ولقد نصّ الحديث الصّريح
على هذا في عدّة مواضع، ومنها ما رواه ابن
مردويه وغيره عن سيّدنا أنسرضي الله عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال
:" قد أعطيت الكوثر قلت يا رسول الله صلى الله
عليه وسلّم : ما الكوثر ؟ قال : نهر في الجنة عرضه
وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ ولا يتوضأ منه أحد فيتشعث
أبدا، لا يشرب منه من أخفر ذمّتي، ولا من قتل أهل بيتي
" .
ولقد تفنّن العارفون في مدى إشارة هذا الحديث ، واستخرجوا من هذا
النّهر النّوراني جواهر المعاني ، وخلاصة ما قالوه أنّه إشارة إلى المدد المحمّدي
الذّاتي ، المعبر عنه بمقام الوسيلة، والذي له سواقي تمدّ كلّ رتب الجنان، وهو
الذي يصبّ في الحوض الشريف ، الذي من شرب منه شربة لن يظمأ أبدا .
ولقد سمّاه بالنّهر ولم يسميه بالبحر والبحر أوسع مددا ، إشارة منه
إلى ضعف القوابل الإمكانيّة ، عن تقبّل الفيوض الذّاتيّة، فلا بدّ لها من تخفيف في
تركيز السّقي، وأنّى بالصفاتيين بمواجهة الأمواج الأحديّة ، فالنّهر فيه دلالة
التّدرج في التّرقّي ، ودلالة التّفصيل في التّلقي .
وممّا يشير إلى ذاتيّة الكوثر ، وأنّه منبع مددي غيبيّ، قول
الصّديقة رضي الله عنها فيما رواه أحمد : «الْكَوْثَرُ نَهَرٌ أُعْطِيَهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم فِي
بُطْنَانِ الْجَنَّةِ» وقولها بطنان
الجنّة إشارة إلى الكثيب الفيّاض، الذي ينهمر بأنهار الإمدادات الذّاتيّة .
وحاشا نعيم الجنّة أن يحصر في النّعيم الحسّي، وإنّما هو شراب
معنوي مفعم بالأنوار والأسرار الربّانية والمحمّديّة ، وعليه فإنّ كلّ ما قاله أهل
العلم والعرفان، من تآويل لمعنى الكوثر، فإنّه يدخل تحت مضمون هذا الحديث .
وكما هو مشهور عند أهل المعرفة، أنّ السّقي الظاهر فيه إشارة إلى
السّقي الباطن ، فالماء دلالته؛ وللّبن دلالته؛ وللخمر وللصديد .. وهكذا .
والحق سبحانه حينما يعدد لنا نعيم الجنّة الحسي دون المعنوي ، ليس
معناه خلو النعيم الربّاني من الجنّة، ولكنّه جذب للنفوس بما تعرفه ، أمّا مالا
تعرفه ولا تعهده فيكفي فيه التّشويق بالإشارة كقولهصلى الله عليه وسلّم : ( فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر) .
وهل تظنّ أنّ تلك الأنهار الأربعة، التي ذكرها الحق سبحانه في سورة
الفتح، هي ماء ولبن وعسل وخمر وكفى ، إذا فما الفرق بين الجنّة والدنيا ؟!
أجل هي أنهار سقاية ولكن ( قد علم كلّ أناس مشربهم ) فمن كان منذ هذه الدّار الفانية ، يزهد في مثل هذه الأشربة اللّذيذة،
كيف يرضى هناك في تلك الدّار الباقية بمثلها، فشتّان بين شراب الدّنيا وشراب
الجنّة ، بل وشتّان مابين شراب العامة وشراب الخاصة ، بل وشتّان ما بين حياض
الجنّة والكوثر الذّاتي .
وعليه فإنّ السّقي من النّهر، فيه دلائل على سقي الأنوار بأنواعها
وأشكالها، ولهذا تجد الشرع الحنيف ، كثيرا ما يعبر عن الهدى والإيمان ، بالماء
والغيث واللّبن ، بل حتّى إنّ إسم الشّرع مأخوذ من الشّريعة وهي "منبع
الورود" ومشارع المياه هي سواقيه ، ووجه الشبه بين الماء والإيمان هو الحياة،
فقارن بين آية (وجعلنا من الماء كل
شيء حي) وآية (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ؟ .
وإليك النتيجة الحتميّة في هذا الحديث المبارك «إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيب أصاب أرضا؛ فكان
منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب والكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء
فنفع الله بها الناس فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا، وأصابت طائفة منها أخرى إنما هي
قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله بما
بعثني ونفع به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت
به» فافهم .